بمجرد أن تعود للمنزل من السوق تكتشف أن عليك العودة لأنك نسيت شراء هذا الشيء أو ذاك؟ تشعر بالإحراج لنسيان تاريخ زواجك أو عيد ميلاد أحد والديك؟ أحد أبطال قوة الذاكرة يكشف عن تقنيات مبتكرة تساعد في تقوية الذاكرة، حسبما أفادت وكالة دويتشه فيله الألمانية يوم أمس الأحد (26 يوليو/ تموز 2015). وتتيح التكنولوجيا الحديثة لنا العديد من الإمكانيات التي تغنينا عن حفظ المعلومات في الذاكرة، فالحصول على معلومات جغرافية أو تواريخ أحداث سياسية، لا يتطلب اليوم ذاكرة قوية إذ يوفر الإنترنت لنا المعلومات المطلوبة بسرعة بالغة. ونظرا لاعتمادنا على وسائل التكنولوجيا الحديثة في الحصول على المعلومات، فإن الذاكرة تتأثر كثيرا وتضعنا في مواقف محرجة كنسيان تاريخ الزواج مثلا أو عيد ميلاد الجد أو الجدة. ويضع الخبراء مجموعة من الأفكار المفيدة لدائمي النسيان، وبالنسبة للمواعيد المهمة يمكن الاعتماد على أجندة المواعيد، لكن مشكلة البعض أنهم ينسوا مكان أجندة المواعيد أو ينسوا تدوين بعض التواريخ المهمة. وهنا يمكن إعداد ألبوم صور بأهم الأحداث العائلية يحتوي على تاريخ كل حدث تحت الصورة. وتساعد هذه الطريقة في تجنب تدوين التواريخ سنويا في كل أجندة. أما بالنسبة لمستخدمي الهواتف الذكية فالأمر أسهل بالنسبة لهم من خلال تدوين الأحداث المهمة وضبط خاصية التذكير قبل وقت كاف. وهنا ينصح الخبراء بعمل كلمة سر على المعلومات الحساسة على الهاتف، تجنبا لفقدانها. ومن الأمور التي تساعد على تقوية الذاكرة، الاستفادة من تجارب من يتمتعون بذاكرة قوية، كالألماني يوهانس مالوف، وهو شاب في مطلع الثلاثينات، فاز بلقبي بطل ألمانيا وبطل العالم في اختبار قوة الذاكرة عام 2012. وقال مالوف، وفقا لتقرير نشره موقع "أبوتيكين أومشاو" الألماني، إن أي شخص يتذكر الأشياء التي تهمه ويستمتع بها. ورغم ذاكرة مالوف القوية فيما يتعلق بالتواريخ وأسماء الساسة، إلا أنه ضعيف في تذكر الأسماء والوجوه. وكشف مالوف عن طريقته في معالجة هذا الضعف في الذاكرة لديه، إذ يرسم في ذهنه صورة لكل اسم، نظرا لأن ذاكرته فيما يتعلق بالصور أقوى بكثير من الأسماء. ابتكر قصتك! الطريقة الآمنة لعدم نسيان شراء أي شيء عند الذهاب للسوق، هي عمل قائمة بالأشياء التي يجب شرائها. أما بالنسبة لمن يرغبون في الاعتماد على الذاكرة وتنشيطها فهناك عدة طرق مبتكرة تساعد على التذكر. ويتبع مالوف مثلا طريقة "القصة المصورة". فإذا كنت بحاجة لخبز وبيض وموز فيمكن استخدام هذه الأشياء كعناصر لقصة قد تكون كوميدية، كأن تتخيل مثلا أنك تدخل للمنزل لتنزلق فوق قشرة الموز لتجد نفسك على الأريكة لتجد البيض فوقها، ثم تمد يدك إلى أرفف الكتب لتناول قطعة من الخبز. أما بالنسبة للطلبة الراغبين في تذكر محتوى كتاب معين فيمكنهم إعداد قائمة بأهم عناصر الكتاب ثم محاولة استخدام هذه العناصر، لكتابة سيناريو قصة معينة في عقلك، ومع التطور التكنولوجي، لم نعد بحاجة الآن بحاجة لحفظ أرقام هواتف تليفونات ثابتة أو محمولة، لكننا نحتاج لحفظ الأرقام الداخلية لزملاء العمل في المكاتب المجاورة. وهناك طريقة مفيدة لتذكر الأرقام تعتمد على أن يكون لكل رقم رمز معين، فرقم 1 مثلا يمكن أن يشير إلى قطة ورقم 2 ثعبان ورقم 5 يعني اليد وهكذا. فإذا كان الرقم الداخلي لزميلك في المكتب المجاور هو 152 فإن أسهل طريقة لتذكر هذا الرقم هو ربطه بقصة كأن تتخيل مثلا أن " قطة (1) جميلة تنظر إليك على المكتب، ثم تلمسها بيدك (5) وتبعدها عن الثعبان (2) الذي يظهر فجأة. وهناك تدريبات بسيطة يمكن أن تقوي الذاكرة على المدى الطويل ومنها أن تستمع في الصباح لنشرة الأخبار في الراديو أو التليفزيون ثم تحاول في المساء، تذكر الأخبار التي سمعتها في النشرة. ومن الطرق المفيدة أيضا، أن يمسك.