قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن تقييم الإدارة الأميركية الاتفاق النووي مع طهران قد ولّد شكوكا لدى المشرعين الأميركيين بصعوبة تحديد الشق العسكري للبرنامج النووي الإيراني. وقال تقرير أرسلته الإدارة الأميركية للكونغرس الأسبوع الماضي إنه من غير المحتمل أن تعترف إيران بنشاطها النووي العسكري، وإن هذه الجزئية لم تكن عاملا حاسما في تقييم مدى التزام إيران بحصتها من الاتفاق في المستقبل. وقد كشف التقرير أن الاتفاق النووي كان سيوقع حتى لو لم يتمكن مفتشو الأمم المتحدة من التوصل إلى نتيجة قاطعة بشأن سعي إيران لإنتاج قنبلة نووية، وهو الأمر الذي تنكره إيران بصورة مستمرة. وينص الاتفاق على أن تقوم طهران في منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل بالسماح للمفتشين الدوليين بالتحقيق مع الخبراء الإيرانيين ودخول المرافق النووية والاطلاع على الوثائق ذات الصلة بالبرنامج النووي العسكري المزعوم. إيران ودول "5+1" وقعت الاتفاق النووي في فيينا في 14يوليو/تموز الجاري (الأوروبية) وتراود الشكوك المشرعين الأميركيين وخبراء أجانب بأن تقوم إيران بحل ألغاز برنامجها النووي التي تراكمت خلال عقدين في شهرين فقط. وكان المشرعون الأميركيون قد قاموا قومة رجل واحد ضد الاتفاق بين الأمم المتحدة وإيران، والذي تضمن بنودا محصنة بالسرية، كما احتج المشرعون على تصريحات خاصة لمسؤولين في البيت الأبيض كشفوا فيها أن إيران سوف تمنح حق إدارة بعض تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكشف المشرعون أن إيران سوف تمنح الحق بفحص نماذج ترابية في موقع عسكري اسمه "بارشين"، حيث يزعم أن أجهزة تفجير قد جرى فحصها في الماضي. يذكر أن فحص التربة من شأنه أن يحدد إن كان تفجير نووي قد أجري أم لا. وقال السناتور الجمهوري جيمس ريتش لمسؤولين في الإدارة أثناء جلسة استماع الأسبوع الماضي "سنسمح لإيران بتنفيذ فحص خاص بها؟ إنه لأمر جدير بالسخرية حقا". أما السناتور الديمقراطي روبرت مينندز فقال "إن الملفات المرتبة لا تعني شيئا إن كان الخيار الذي أعطي لك منذ البداية مرتبا من قبل الفاعل، إن كان ذلك صحيحا فإن الأمر شبيه بجلب ثعلب لحراسة بيت دجاج". وكان المسؤولون الأميركيون والمنظمة الدولية للطاقة الذرية قد رفضوا الخوض في تفاصيل البنود التي تحكم التحقيق في أنشطة إيران العسكرية النووية الماضية، وعللت المنظمة تصرفها بأنه تقليد معمول به في مثل هذه الاتفاقيات. " روبرت مينندز: إن الملفات المرتبة لا تعني شيئا إن كان الخيار الذي أعطي لك منذ البداية مرتبا من قبل الفاعل، وإن كان ذلك صحيحا فإن الأمر شبيه بجلب ثعلب لحراسة بيت دجاج " يذكر أن أعضاء في الكونغرس عبروا الأسبوع الماضي عن استيائهم من هرولة البيت الأبيض لنيل إقرار الأمم المتحدة للاتفاق قبل عرضه على الكونغرس. وقالت صحيفة واشنطن تايمز إن حصول أوباما الاثنين الماضي على إقرار أممي للاتفاق -الذي تم التوصل إليه مع إيران بشأن ملفها النووي قبل عرضه على الكونغرس- أثار استياء أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي -الذي ينتمي إليه أوباما- على حد سواء. وقد أقرّ الأعضاء الـ15 لمجلس الأمن بالإجماع الاتفاق الذي وقع بالعاصمة النمساوية فيينا في وقت سابق من الشهر الجاري، وتم بموجب الاتفاق تحديد البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الغربية والأممية المفروضة على طهران. واستندت الانتقادات بالكونغرس إلى عدم انتظار إدارة أوباما انقضاء المهلة القانونية للكونغرس لمراجعة الاتفاق، وتبلغ ستين يوما. علما بأن البيت الأبيض أرسل نص الاتفاق للكونغرس الأحد الماضي، أي قبل يوم واحد من عرضه على مجلس الأمن وإقراره.