×
محافظة المنطقة الشرقية

الإصابة تبعد الصقري عن الفيصلي

صورة الخبر

نشرت «المدينة» يوم 18/9/1436هـ (5/7/2015م) استطلاعًا عن مشروع درب السنة الذي يمتد من المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء، وهو إحياء لهذا الطريق الذي كان يسلكه النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم سبت إلى قباء راكبًا أو راجلًا (كتبت عنه مقالًا في «المدينة» يوم 11/11/2015م). ولقد استوقفني أن المخطط المنشور لم يتطرق إلى مسجد الجمعة، وهو أول مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الجمعة وهو في طريقه لتأسيس المسجد النبوي الشريف مع ملاحظة أن الطريق المزمع تنفيذه سيمر بالمسجد، فهل روعي بقاء المسجد كما راعى ذلك المسلمون على مر العصور، حيث جدد هذا الطريق أكثر من مرة، قال عنه عبدالقدوس الأنصاري في كتاب آثار المدينة المنورة الصادر عام 1353هـ: «ويقع هذا المسجد في بطن وادي رانوناء بشرق الطريق المستحدث إلى مسجد قباء، ويراه سالك هذا الطريق من المدينة إلى قباء عن يساره... وكان في القرن العاشر الهجري يقع على يمين السالك إلى مسجد قباء» أي أنه كل ما جدد هذا الطريق روعي فيه بقاء المسجد، قال عنه ابن شبة (ت262هـ) في كتاب تاريخ المدينة: «إن أول جمعة جمعها النبي صلى الله عليه وسلم حين اقبل من قباء إلى المدينة في مسجد بني سالم الذي يقال له مسجد عاتكة» ولكن الاسم الذي غلب عليه هو مسجد الجمعة، وذكر الأنصاري أن عمارة المسجد التي كانت موجودة عام 1392هـ كان عمرها أربعة قرون ونصف وأنه كان متهدماً وأنه قدم طلباً إلى أوقاف المدينة أبدى فيه أن هذا المسجد المأثور بحاجة ماسة إلى الترميم، وقد أعيد بناء المسجد ثم رمم قبل حوالى سنتين. لست بصدد التاريخ لهذا المسجد الذي اختصه النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة أول جمعة فيه قبل المسجد النبوي الشريف فتاريخه مفصل ولم يخل منه كتاب في تاريخ المدينة قديماً وحديثاً، ولكن الكلام عن وضع المسجد بعد تنفيذ هذا الطريق الذي يعد مشروعًا جيدًا، حيث لم يذكر وضع المسجد وقد يكون روعي أن يمر الطريق من شرقه أو غربه كما فعل المسلمون سابقًا وحاضرًا، وأظن ذلك سيفعل، ولن تتم إزالة مسجد يعد معلمًا خالدًا من معالم المدينة المنورة وآثارها، فهو أكثر أهمية من الطريق بل إن الطريق يوصف في كتب التاريخ بأنه يمر شرق أو غرب المسجد لأنه معلم واضح، وعندما استحدث طريق قباء النازل من قباء وزفت لمرور السيارات روعي وضع المسجد بحيث استحدث الطريق من غربه، فالعناية بالمسجد في عهدنا الزاهر بناء وترميماً ومراعاة لبقائه ليست موضع نقاش ولكن أردت التنبيه أن يوضح على المخطط موقع المسجد بالنسبة له، وأن يكون المسجد أبرز معلم يراه السائر إلى مسجد قباء عبر هذا الطريق. Ibn_Jammal@hotmail.com