في وقت أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس، خلال زيارته كينيا أن قوة المتمردين في حركة الشباب المتشددة تراجعت في شرق أفريقيا، قتل أمس ستة على الأقل، في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة نفذه أعضاء من الحركة المتشددة على فندق في العاصمة الصومالية. وقال المسؤول محمد جامع "شاهدنا ستة قتلى معظمهم حراس أمنيون" مضيفا أن "الخسائر ربما تكون أكبر. إننا بصدد التحقق"، إثر الانفجار الذي وقع في فندق الجزيرة الذي يؤوي بعثات ديبلوماسية عدة، ويرتاده أعضاء في الحكومة الصومالية وموظفون أجانب. وفيما أشار مسؤول كبير في خدمة الإسعاف إلى إن ثمانية أشخاص آخرين أصيبوا جراء الهجوم وتم نقلهم من الموقع، أعلنت حركة الشباب الصومالية مسؤوليتهاعن الهجوم. وكان الرئيس الأميركي قال في تصريح صحفي بعد محادثاته مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا في اليوم الأول من زيارته كينيا "لقد خفضنا بشكل منهجي حجم الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون. لقد نجحنا في الحد من سيطرتهم الفعلية في داخل الصومال واضعفنا هذه الشبكات الناشطة هنا في شرق أفريقيا"، ولكن أوباما أقر خلال المحادثات بأن "هذا لا يعني أن المشكلة عولجت". من ناحية ثانية، علقت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية على زيارة الرئيس الأميركي هذا الأسبوع القارة الأفريقية، وتحديدا كينيا، موطن أبيه، مؤكدة أن ضغوط وتعقيدات الملفات والقضايا الآسيوية والأوروبية، وتزايد الخصومات مع الصين وروسيا، وتفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط، كل هذا حرم الرئيس الأميركي من فرص إبداء مزيد من الاهتمام بشؤون القارة السمراء. وقالت "يكاد تاريخ علاقة أوباما بالقارة الأفريقية يكون كله مجموعة من الفرص المهدرة"، مضيفة "ومع هذا فقد زار الرئيس أوباما كينيا مرتين في السابق، قبل أن يدخل أصلا البيت الأبيض. وقد تكشّف البحث عن الهوية والتعلق بالجذور عن آمال لدى بعض القادة الأفارقة برؤية تغييرات جذرية في العلاقات الأفريقية الأميركية، واجتاحت القارة حالة "أوبامانيا" عارمة، بحسب قول أحد الخبراء من جمهورية جنوب أفريقيا. ولفتت الصحيفة إلى أن كثيرين انتظروا عودة قوية لأميركا في أفريقيا، وقالت "كل هذه الآمال ذوت بسرعة في القارة السمراء. ولكن منجز اهتمام أوباما في أفريقيا واستكشافه لفرصها كان محدودا للغاية باستثناء زيارة لغانا وأخرى لمصر في 2009 وثالثة لتنزانيا، وأيضا السنغال وجنوب أفريقيا في 2011، وفوق ذلك لم يترك له صخب وإلحاح أزمات القارات الأخرى إبداء قدر أكبر من الاهتمام بالقارة الأفريقية".