بانتهاء شهر رمضان الكريم، يشعر المرء وكأن سباقاً سريعاً وقوياً بين محطات التلفزة قد انتهى فجأة دون سابق موعد. تبدو بعض هذه المحطات وكأنها دخلت في سبات الصيف، فيما تابع بعضها الآخر دورته البرامجية، ولعل السؤال الكبير يتعلق بسبب حجم المادة الدرامية، التي تهب على المحطات في ذلك الشهر ثم تبدأ في الأشهر التالية عرض ما تم بثه خلال شهر واحد. هل يا ترى كل ذلك من أجل عيون المشاهد سوداء كانت أم عسلية أم من أجل الظفر بالكعكة الإعلانية، التي يكبر حجمها كثيراً خلال ساعات البث التي يتسمر بعض الناس أمام الشاشة لساعات عملاً بالقول رمضان يجمعنا ومعانا رمضان غير من تلك المقولات التي تعرّف بها المحطات برامجه ؟! تكثيف الإنتاج في شهر واحد حتماً لا يسعف على تقديم الجيد، فيما توزيعه على أشهر السنة قطعاً سيثري الدراما المحلية. عند الحديث عن الدراما الخليجية، بعضها استطاع مواجهة الغث، الذي لم يقدم أي قيمة. الوجوه ذاتها تتكرر في كل المسلسلات. ومازال الصراخ والوجوه المنتفخة جراء الحقن هي الأبرز أضيفت إليها البيجامات التي حلت محل فساتين السهرة والاحتفالات التي كانت تظهر بها الفنانات قبل ذلك، علاوة على استغلال المساهمات في الترويج للوجبات السريعة والمشروبات الغازية وعادات سلوكية سيئة للغاية، ثم أمامنا مسلسلات كرتونية أثبتت في بداياتها منذ سنوات نجاحاً ربما كان لافتاً بعض الشيء، نجاح خفت وهجه حتى تلاشى تماماً. مسلسل شعبية الكرتون الذي عرض هذا العام 15 حلقة، استمر لمدة 10 سنوات فيما توقف غيره- وأرى أنهم على حق- حتى لا يفقدوا ما حققوه من نجاح، وأعتقد أنه آن الأوان أن يتوقف إنتاج شعبية الكرتون لأنه لم يعد لدى القائمين عليه جديد يضيفوه إليه سوى عرض اللهجات العربية الركيكة، التي ربما استساغها البعض في البداية ثم شعر بملل وسأم التكرار. أما أوبريتات رمضان فقد أبدعت فيه شبكة قنوات تلفزيون دبي منذ سنوات، ولا يمل المشاهد حتى اليوم تكرار مشاهدتها لأنها خاطبت الوجدان والحس عنده في أعمال خرجت من الفرجان القديمة بكل ما فيها من تفاصيل جميلة، وأحيت في النفس أحاسيس وذكريات ستبقى عالقة في أذهان من عاش زمن الطيبين بكل حلو فيه، ولم يكن لدى الشبكات جديد تعرضه هذا العام، واكتفت بعرض القديم وكان محل حب وإعجاب، وأحب الناس تكرار المشاهدة.