قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما للكينيين، أمس الأحد، في ختام زيارة رسمية له إلى مسقط رأس والده لا توجد حدود لما يمكن أن تحققوه، لكنه دعاهم إلى ترسيخ الديمقراطية ومكافحة الفساد وإنهاء أي تمييز على أساس الجنس أو العرق. وبعد محادثات سياسية مع الرئيس أوهورو كينياتا السبت، بشأن الأمن والتجارة اتخذ خطاب أوباما الأحد، منحى شخصياً، فتحدث عن تجربته الشخصية وتجربة كينيا في العقود الخمسة الأخيرة منذ الاستقلال. وقال بعد أن قدمته للحضور شقيقته أوما أوباما لجمهور من 4500 شخص اشترى كثير منهم تذاكر للحضور أنا هنا كرئيس دولة تعتبر كينيا شريكاً مهماً.. وكصديق يتمنى لكينيا النجاح. ووصف أوباما، وسط التصفيق والضحكات، كيف استقبلته شقيقته في المطار في أول زيارة له إلى كينيا في الثمانينات من القرن الماضي في سيارة فولكسفاغن قديمة كانت تتعطل دوماً، لكنه هذه المرة وصل على متن طائرة الرئاسة ويتجول في سيارة مصفحة تلقب بالوحش. وقال عندما يتعلق الأمر بشعب كينيا، خصوصاً الشباب، أعتقد أنه لا حدود لما يمكن أن تحققوه. لكنه أكد للكينيين أن بناء بلادهم واقتصادهم يتطلب جهداً شخصياً مع التحلي بالمسؤولية. ولليوم الثاني على التوالي، دعا أوباما الحاضرين إلى رفض اعتبار الفساد أمراً حتمياً. وقال يجرى التغاضي عن الفساد في معظم الأحيان، هنا في كينيا، كما هي الحال أيضا في أماكن أخرى، لأن الأمور دائماً ما سارت على هذا المنوال. وأضاف هذه آفة تشد بكم نحو الأسفل. وأضاف الرئيس الأمريكي في خطابه الذي استمر نحو أربعين دقيقة وقوطع بالتصفيق الحاد، أن على الناس العاديين أن ينهضوا ويقولوا كفى. ثم اختلط، بعد الخطاب، بالناس مدة قصيرة. وأسهب الرئيس الأمريكي أيضاً في انتقاد القبلية، معتبراً أن السياسة التي تقوم على الانتماء إلى قبيلة، أو إثنية، هي سياسة تؤدي إلى تمزيق البلد. وتمحورت زيارة باراك أوباما رسمياً حول التعاون على صعيد مكافحة الإرهاب. وتتصدى كينيا والولايات المتحدة لحركة الشباب في الصومال: الأولى في إطار قوة عسكرية للاتحاد الإفريقي (أميصوم)، والثانية عبر غارات منتظمة تشنها طائرات من دون طيار. لكنها كانت أيضاً مناسبة ليعرب عن هواجسه حيال حقوق الإنسان. وبعد خطابه، التقى أوباما مندوبين عن المجتمع المدني الذي يعرب عن استيائه من تزايد القيود على حرية تحركه باسم الحرب على الإرهاب التي تخوضها كينيا. وغادر الرئيس الأمريكي كينيا بعد ظهر أمس الأحد، متوجها إلى إثيوبيا، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء هايلي ماريام ديسالين اليوم الاثنين، قبل عودته إلى الولايات المتحدة الثلاثاء، كما يلتقي أوباما في العاصمة الإثيوبية ممثلين عن المجتمع المدني، ويزور مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا.