سيتم تزويد المرضى المصابين بفشل القلب الاحتقاني بجهاز ينبه الأطباء إلى التغيرات في حالته الصحية حتى ولو لم يشعر بها هو نفسه، بأمل تحسين نوعية حياة هؤلاء المرضى. وأثبتت التجارب أن الجهاز، الذي يشبه الفراشة الصغيرة، يمكن ان يقلل من معدل التنويم بالمستشفيات بنسبة 40 بالمئة. ويتيح الجهاز للطبيب أن يرصد من بعد التفاوت في ضغط دم المريض في الشريان الرئوي الذي يزود القلب بالدم المشبع بالأكسجين القادم من الرئتين، ومن ثم ضبط الجرعة العلاجية تبعاً لذلك. وحتى الآن يعتمد الاستشاريون في تشخيص المرض على قراءات ضغط الدم المأخوذة من أجهزة قياس خارجية، مثل أجهزة القياس التقليدية. والجهاز الجديد مزود بحساس يعمل على نقل إشارات إلى جهاز استقبال يوضع على الطاولة بجانب سرير المريض في غرفة نومه، مثلا. ويقوم جهاز الاستقبال ببث المعلومات إلى موقع إلكتروني خارجي، قبل ان تتم ترجمتها إلى قراءات لضغط الدم في الحاسوبات لدى الاطباء. ويهدف هذا المشروع إلى تزويد آلاف المرضى المصابين بفشل القلب الاحتقاني بجهاز المراقبة الجديد. وأثبتت التجارب التي أجريت في المستشفيات أن الجهاز دقيق للغاية وأنه لا يقلل الى حد كبير من معدل التنويم بالمستشفيات فحسب، بل يعمل ايضاً على تحسين نوعية حياة المريض، ذلك أن المريض يعيش حياة عادية بلا أعراض للمرض. وأشار البروفيسور مارتن كاويي، استشاري القلب بمستشفى برومتون الملكي، إلى انه كان يشارك في مؤتمر بالبرازيل ومع ذلك تمكن من خلال النظام من ملاحظة أن أحد مرضاه أصيب بالجفاف ومن ثم اتصل بالمستشفى في بريطانيا لإفادة المريض بأن يتناول المزيد من الماء. وفشل القلب الاحتقاني من الأمراض التى تنجم عن تلف أو ضعف في القلب إلى حد قد يعجزه عن ضخ الدم بفعالية. يضاف إلى ذلك أن عضلاته قد لا ترتخي لاستيعاب تدفق الدم القادم إليه من الرئتين. ويعيش في بريطانيا وحدها حوالي 750 ألف مريض بفشل القلب بينما يتم تشخيص 27 ألف حالة جديدة كل عام. ويعزى ارتفاع عدد المرضى إلى نجاة الكثير من المصابين من النوبات القلبية وغيرها من أمراض القلب الحادة. ويؤدي الاحتقان في الرئتين ونقص الاكسجين إلى ظهور أعراض مثل ضيق النفس والإعياء بينما يؤدي الاضطراب في وظيفة القلب إلى تكون السوائل في الرئتين وفي أجزاء أخرى من الجسم مثل الكاحلين وأسفل الظهر، ومن ثم التورم وازدياد الوزن. ولا يوجد علاج لهذا لمرض وليس بالإمكان إلا إبطاء تقدمه من خلال التحكم في ضغط الدم وفي تنظيم قدرة القلب على الضخ. ويتم تركيب الجهاز بنفس طريقة زراعة الدعامة الشريانية, من خلال عمل فتحة في شريان الفخذ ثم إيلاج قسطرة تحمل الجهاز عبر الشريان وصولاً إلى الشريان الرئوي. ويتم تثبيت الجهاز في موضعه الصحيح من خلال انشوطتين معدنيتين على طرفي الجهاز، على شاكلة جناحى فراشة. وتجرى هذه العملية تحت البنج الموضعي وتستغرق 20 دقيقة، وبإمكان المريض العودة إلى منزله في نفس اليوم. ولا يحتاج الجهاز إلى بطارية وبإمكانه أن يؤدي عمله مدى الحياة.