عادت أزمة منطقة أبيي المتنازع على تبعيتها بين السودان وجنوب السودان لتطل برأسها من جديد متزامنة مع جملة اتهامات متبادلة بين البلدينحول دعم كليهما لمعارضة الآخر، مما يشي بأن العلاقة الهشة بينها تسير نحو التدهور. ورغم صمت الدولتين عن إعلان فشلهما في تشكيل مؤسسات تنفيذية وسياسية لإدارة المنطقة، وفق ما اتفق عليه بينهما من قبل، هناك حديث عن أزمة حقيقية تحيط بالملف. ووفق لجنة إشرافية أبيي من جانب السودان أصدر الاتحاد الأفريقي مؤخرا بيانا عبر فيه عن عدم الرضا من رفض جنوب السودان حضور الاجتماعات التي كان من المفترض أن تعقد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا حول الملف في20 يونيو/حزيران الماضي. ويحمل رئيس اللجنة حسن علي نمر جوبا مسؤولية تعثر الاجتماعات، نافيا مسؤولية الخرطوم عن الوضع الراهن. " نمر: السودان ليس معنيا بأزمات الجنوب الداخلية وخلافاته أو حتى شكوكه في الاتحاد الأفريقي أو غيره " فشل الاجتماع ويقول إن الخرطوم سعت مع الوسطاء الأفارقة لعقد اجتماع لتحديد الخطوات المقبلة بعد فشل اجتماع زعماء قبائل المنطقة من مسيرية ودينكا نقوك واعتذارهم عن الوصول إلى أديس أبابا. وأكد أن الطرفين اتفقا سابقا مع ممثلي الاتحاد الأفريقي على عقد اجتماع في20 يونيو/حزيران الماضي "ليفشل ذلك الاجتماع بعد اعتذار الجانب الجنوبي بسبب ما قال إنها مشاكل داخلية مانعة". ويضيف للجزيرة نت أن أيادي السودان لا تزال ممدودة للجنوبيين لأجل الجلوس ومعالجة الوضع في المنطقة عبر الوسائل السلمية المتاحة. لكنه عاد ليقول إن السودان ليس معنيا بأزمات الجنوب الداخلية وخلافاته أو حتى شكوكه في الاتحاد الأفريقي أو غيره. وحسب نمراعتبر الاتحاد الأفريقي في بيانه الأسبوع الماضي أن غياب وفد حكومة جوبا عن اجتماعاتأديس أبابا أمر سالب،وأثنى في الوقت نفسه على موقف السودان وحرصه على حضور الاجتماعات المعنية، حسب تعبيره. أما جوبا فقد دفعت بأسباب رأت أنها مانعة من حضور اجتماع وفدها وطالبت بمعالجة هذه الأسباب "المشروعة والواضحة". النورتحدتعنأياد تعمل على تعقيد الملف وحذر من تدويله بشكل أكبر(الجزيرة نت) الافتفار للحياد وحسب مصدر رسمي رفض الكشف عن هويته، فإن حكومة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت لها تحفظات على الكيفية التي يدير بها المندوب الأفريقي ملف أبيي، مشيرا إلى افتقاده للحياد المطلوب. كما قال المصدر للجزيرة نت إن هناك مجموعة ملاحظات ومطالب "لا بد من تحقيقها قبل الجلوس مع الطرف الآخر لمناقشة أية تفاصيل حول المنطقة". ويوضح أن من بين هذه الأسباب عدم قبض الخرطوم على قاتلي زعيم قبائل دينكا نقوك كوال دينق مجوك في مايو/أيار 2013، متهما السودان والاتحاد الأفريقي بعدم الجدية في إيجاد حل لقضية المنطقة. من جهته، يعتقد الخبير السياسي عبد الرسول النور وجود أياد وصفها بالعابثة تعمل على تحريك الأمر كلما اتجه الجانبان إلى إيجاد تسوية له. ويرى أن إصرار جوبا على ضرورة القبض على قتلة زعيم نقوك والتشكيك بدور الاتحاد الأفريقي "يرمي إلى تدويل القضية بشكل أكبر". ويرى أن الاعتماد على المجتمع الدولي لمحاولة فرض رؤية غير مقبولة سودانيا سيعقد الأمر بشكل أكبر مما كان عليه، لافتا إلى وجود طرف ثالث لم يسمه يسعى لجر الدولتين للتوتر بشأن المنطقة من جديد.