محمد قاسم: يفتتح منتخبنا الوطني من جديد مشواره في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2018 والتي ستقام على أرض البحرين في الثالث من شهر أغسطس القادم، ونقول من جديد عطفا على الخسارة امام الفلبيني والتي ﻻ شك تحتاج إلى بداية جديدة، وبعد أن يكون المنتخب بمدربه اﻻرجنتيني باتيستا قد استوعب الدرس ووقف على كافة التفاصيل مثلما هو حال اﻻتحاد البحريني لكرة القدم الذي نأمل أن يكون قد استفاد من الدرس وخرج بعدد كبير من المكتسبات. إن ما خرجت به الصحافة الرياضية من انتقادات للمنتخب واتحاد الكرة ليست أكثر من وقفة صادقة على أمل تجاوز كل السلبيات والعمل على المشروع والهدف الجديد، وفي نفس الوقت التأكيد على أن الاعلام واتحاد الكرة في قارب واحد ﻻ يمكن أن يستثني احدا. الفوضى التي خلفتها خسارة الاحمر امام المنتخب الفلبيني قد يتحمل جزءا كبيرا منها اتحاد الكرة كونه لم يتعامل معها بوضوح كما جرت عادته وجعل الامور متروكة بعد الخسارة لدرجة اننا لم نقرأ تصريحا من الاتحاد يهدئ من غضب الشارع، فقد كان من الاولى ان يظهر اي مسؤول في المنتخب الوطني ويتحدث بكل قوة كما يظهر لنا في حال الفوز فكرة القدم ليست انتصارات فقط بل هناك هزائم ولابد من التعامل معها بالطريقة المناسبة التي تمكن المتابع ان يعرف التفاصيل بكل حذافيرها، لذلك يتوجب على اتحاد الكرة في المرات المقبلة التعامل مع اي حدث او خسارة بطريقة احترافية اكبر لكي لا يقع في الفوضى التي حدثت بعد الفلبين. النظر للقادم والأحمر قادر الاحمر كبوة وعدَّت والخسارة انتهت واليوم مشوارنا القادم اهم من هذه الخسارة، فاليوم علينا ان نتعلم من الخسارة التي مررنا بها وتكون دافعا لنا في مباراتنا المقبلة التي سنواجه فيها المنتخب الكوري الشمالي وبعدها مباشرة مع المنتخب اليمني وخاصة ان المباراة الاولى سيحتضنها استاد البحرين الوطني وعلينا استغلال هذا الامر وحصد النقاط وتعويض ما فاته في مانيلا وان كانت مواجهة كوريا صعبة ولكن الوقت لازال بيد باتيستا وزملائه واللاعبين للاستعداد الامثل والظهور بالصورة الايجابية القادرة على تحقيق الفوز والانطلاقة نحو المقدمة في سلم التريب العام للمجموعة. وثقتنا كبيرة في لاعبي الاحمر والجهاز الفني في تقديم الصورة الحقيقيىة ومسح تلك الصورة التي كان عليها الاحمر امام المنتخب الفلبيني، فرجال الاحمر قادرون على تقديم افضل مستوى في مباراتهم القادم واقصاء المنتخب الكوري الشمالي وحصد اول 3 نقاط لهم في المشوار. استفيدوا من الانتقادات لأنها من محب الاتحاد البحريني لكرة القدم يمكننا ان نقول بأنه واجه عاصفة قوية من الانتقادات بعد الخسارة الفلبينية، وهو حق مشروع للإعلام الرياضي في توجيه هذه الانتقادات من اجل ان يصحح الاتحاد والجهاز الفني والاداري ولاعبي المنتخب الوطني من اخطائهم التي وقعوا فيها، وان كان البعض قد خرج عن النص قليلا ولكن لا يعني ذلك بأنه يقصد الاساءة، فالبعض بالغ نوعا ما في حديثه وهناك من ذهب بعيدا وكأنه يصور منتخبنا الوطني بمنتخب البرازيل في عز ايامه، وتناسى الواقع الذي تعيشه رياضتنا وكرتنا البحرينية. هذه الانتقادات التي كتبت يجب على اتحاد الكرة ان يضعها في الحسبان ويستفيد منها، فهناك آراء كتبت اصابت كبد الحقيقة، ولأنها جاءت من قلوب المحبين فقد كانت مثل العتب على ما آلت اليه نتيجة مباراتنا امام المنتخب الفلبيني والتي قصفت كل الجهود التي بذلت والتي كان يعمل عليها اتحاد الكرة لتكون الانطلاقة ايجابية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ولذلك على المسئول الاعلامي عن المنتخب الوطني الزميل محمد المدوب ان يتعامل مع كل ما يكتب في الاعلام وان يعرف كيفية الرد المناسب والتوضيح سواء عن طريقه او عن طريق الجهاز الفني لا النظر فقط فيما يكتب والاكتفاء بعدم التجاوب مع ما يطرحه الاعلام الرياضي في مختلف الصحف الرياضية لأنه عدم التجاوب مع ما يطرح خلف الفوضى التي نتجت بعد خسارة المنتخب امام نظيره الفلبيني. باتيستا المشوار أمام وحذارِ! مدرب منتخبنا الوطني باتيستا لن نحكم عليك بعد مباراة وان كانت قد خرجت الامور من تحت سيطرتك امام المنتخب الفلبيني فقد شاهدناك عاجزا عن اضافة ما يمكن ان ينقذ الأحمر من هذه الخسارة المفاجئة، ولكن سيكون امامك مشوار طويل وحافل والمباريات والمشاركات القادمة كفيلة بالحكم عليك عما اذا كنت على قدر من الثقة للمواصلة مع منتخبنا الوطني ام انك لا تستحق ان تواصل، ونحن على معرفة تامة بأن اتحاد الكرة لو طلبت منه ان يوفر لك معسكرا في الفضاء او مباراة مع منتخب عالمي فإنه لن يتردد في فعل ذلك لأن كل امكانيات الاتحاد وضعت من اجل خدمة منتخب الوطن ومن اجل ان يظهر منتخب الوطن بالصورة التي تشرفنا جميعا، فحذارِ من عدم استثمار كل هذا الدعم والمناخ الذي يوفره اتحاد الكرة للمنتخب الوطني ومن ثم تقديم الاعتذارات والتبريرات الواهية التي لا تقدم ولا تؤخر في ذلك الوقت، فالأمور اليوم متاحة لك في جميع الاتجاهات ولا عذر بعد ذلك. ولا يمكن ان يتقبل الشارع الرياضي خطأ ثاني من دون مبرر حقيقي، فعلى الجهاز الفني العمل بشكل مكثف وكذلك الحال للجهاز الاداري فهناك مباراتين متتاليتين ولا يوجد متسع من الوقت بينهما. الشراكة مع الجميع لا نعرف لماذا اتجه اتحاد الكرة للاجتماع بعدد معين من الاندية وتناسى اندية اخرى من اجل التنسيق للمنتخب الوطني الامر الذي دفع محمد الشملان مدرب نادي الرفاع للتصريح في الصحافة ليعلن استياءه من هذا التصرف، ومن المفترض اليوم ان يجتمع مسؤولو المنتخب الوطني مع جميع الاندية الوطنية كما جرت العادة والتنسيق معهم في مختلف الامور الخاصة بالمنتخب الوطني وعدم نسيان اي نادٍ من اجل ان لا تكون هناك اي امور سلبية قد تؤثر على المنتخب الوطني في مسيرته، كما ان ذلك لا يعني اننا نهتم بالمنتخب الوطني وفقط ونهمل مسابقاتنا الرئيسية، فالعملية مشتركة كما هي الشراكة بين الاتحاد والاندية للوصول الى الاهداف المنشودة ووضع المنتخب في المناخ الذي يمكنه من تسجيل النتائج الايجابية المرجوة. الخلاصة اليوم علينا ان نتخطى الخسارة امام الفلبين ونفكر في غدا فالمشوار طويل ولابد من مواكبة الامور بالطريقة المثالية التي تقدرنا على تجاوز المنافسين والبدء في حصد النقاط والتقدم بشكل اكبر نحو الامام، وكل هذا يحتاج الى دعم اعلامي وشراكة حقيقية بين الاندية والاتحاد في تسهيل امور لاعبي المنتخب وانضمامهم للتدريبات، بالاضافة الى برنامج متكامل لاعداد الاحمر ليظهر لنا بكامل جاهزيته وتمكنه من تحقيق الانتصار الاول في ثاني مواجهاته، وان يعوض الشارع الرياضي عن خسارته الاولى الغير متوقعة.