صحيفة المرصد : حلل خبراء في المخطوطات الآيات المكتوبة في المخطوطة التي نشرتها جامعة برمنجهام كأقدم نص قرآني تم اكتشافه في التاريخ ويعود للعهد النبوي، وذلك بعد فحصها بتقنية الكربون المشع، مشيرين إلى أن هناك عددا من النقاط التي تؤكد أن المدة الزمنية لهذا المصحف جاءت بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي: الفواصل بين السور. اللون الأحمر في البسملة. ترتيب المصحف. وبحسب صحيفة مكة ارجع خبير المخطوطات الدكتور عبدالستار الحلوجي ظهور المصحف في هذا الوقت كنوع من الدعاية، وخاصة أن تجارة المخطوطات رائدة في العالم كله، لأنه لا يمكن التأكد من صحة المعلومات التي نشرتها الجامعة، أو التأكد من أن هذا المصحف يعود لزمن الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أنه سبق أن قاموا بتحليل وثائق تم فحصها بتقنية الكربون المشع وقيل إنها تعود لزمن الصحابة، وبعد الدراسة تم إثبات عدم صحة تاريخها، لأنه يجب عليهم فحص الحبر وليس الورقة وحدها، فقد تكون ورقة قديمة وجاءت الكتابة متأخرة عنها، وأضاف كما يجب مقارنة حجم الخط بأقدم المصاحف في العالم، وكل ذلك لا يكون دليلا على صحة واحد منها، والتحديد باليوم عملية صعبة جدا. من جهته أوضح عميد شؤون المكتبات بجامعة أم القرى وأستاذ الآثار الدكتور عدنان الشريف، أن هناك عددا من الملاحظات تبين عدم صحة ما قيل بأنها أقدم مخطوط قرآني، وأولها فاصل البسملة الموجود بين سورتي مريم وطه باللون الأحمر، حيث لم يكن من المألوف في ذلك الوقت استعمال الفواصل بين السور، إضافة إلى اللون الأحمر في البسملة، والواضح أنه مصحف فيه نوع من الترتيب، وهذا يؤكد أنه كان في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، لأن المصحف في عهد الرسول لم يكن مرتبا، ولم يكن فيه تلوين. واستغرب الشريف تحديد التاريخ بهذه الدقة، كون الفحص الكربوني يبين المدة في القرن وليس بالسنة، إضافة إلى أن حديث جامعة برمنجهام عن ندرة المصحف فيه نظر، لأنه ثبت علميا أن هناك مصاحف في مصر وصنعاء وإسطنبول تعود للقرن الأول الهجري، بمعنى أنها مزامنة لتاريخ مصحف الجامعة، مشيرا إلى أن الحديث عن المصحف بهذا الشكل يشير إلى أنه مجرد دعاية له. من جانبه قال خبير المخطوطات الدكتور عباس طاشكندي، إن الفحص الكربوني تم على الرق وليس الحبر، ولا يعني أنه مرتبط بالكتابة، وقد يعود الرق إلى فترة زمنية بعيدة، ولكن الكتابة تتم فيما بعد، ولا يستطيع المتخصص البت فيه إلا بالفحص اليدوي ثم إجراء البحوث عليه. وشدد على أن المصحف لا يعود لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كون بعض العناصر المتوفرة في الورقتين الفاصلة تتعارض مع مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه. وأوضح طاشكندي أن هذا المصحف كتب في مكة المكرمة، لأن الرقوق أشبه بالتي كان يصنعها بنو جمح القرشيون الذين كانوا يقطنون حي المسفلة، وكانت بجوارهم المدابغ ويصنعون فيها المصاحف وتكتب على الرقوق وهي جلود الماعز الصغيرة. وأكد أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى ورئيس كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة الدكتور عبدالله الشريف، أن التلوين والتنقيط والضبط لم تكن موجودة في عهد الرسول وحتى الخلفاء الراشدين، ولم ترد إلا في العصر الأموي الذي كان بين عامي 41 – 132هـ، كما أنه لن يتم الوصول إلى الحقيقة القطعية إلا بعد دراسة جادة للخط من قبل الخبراء ومقارنته بالمخطوطات القديمة في نفس الفترة الزمنية التي حددتها جامعة برمنجهام، ولا يتم الاعتماد فقط على تقنيات الفحص الكربوني.