يترقب المهتمون بالشأن الثقافي والأدبي تحولاً نوعياً في فعاليات السوق التي تنطلق نسختها التاسعة في 27 من شوال الجاري، فيما يستمر فريق تطوير سوق عكاظ ورش عمل مكثفة لوضع برنامج تطويري للبرنامج الثقافي خلال الدورات الخمس المقبلة للسوق بدءاً من الدورة العاشرة في العام المقبل 1437هـ. وعزا المراقبون أسباب التحول إلى المؤشرات الحالية إلى تزامن الدورة التاسعة مع الرؤية التي أطلقها الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية للسوق، التي بدأت تلوح في الأفق بظهور مشاريع حديثة غير مسبوقة، التي يتسنمها مشروع تطوير سوق عكاظ الذي بدأ العمل فيه فعليا بتشكيل فريق عمل لتطوير برامج وأنشطة عكاظ خلال الخمسة الأعوام المقبلة وبدأت منذ العام المقبل. وكان الأمير خالد الفيصل شكل فريقاً مهمته تنفيذ سوق عكاظ من جميع النواحي وعين لها الدكتور بريكان الشلوي رئيساً له، وبهدف العمل سريعا على التطوير شرع الفريق في تنظيم ورش عمل في الطائف مع رؤساء الأندية الأدبية لتفعيل مشاركتها في سوق عكاظ سيعقبها ورش أخرى بالتزامن مع انطلاقة السوق. ولم ينتظر الثمر طويلاً إذ خرجت ورش العمل باستحداث المساجلات الشعرية تحت مظلة البرنامج الثقافي لسوق عكاظ اعتبارا من الدورة التاسعة. وتتمحور الفكرة في إيجاد منافسة شعرية فصيحة تهدف لاحتضان مواهب الشباب الشعرية إضافة إلى رصد رؤى ومقترحات عدد كبير من المثقفين والأدباء عن طريق الأندية الأدبية التي سيتم صياغتها خلال ورش عمل لاحقة ودراستها ومن ثم تضمينها في استراتيجية تطوير السوق خلال الخمس سنوات القادمة. وجمعت طاولة ورش العمل رؤساء الأندية الأدبية والإعلاميين والمسرحيين والفنانين التشكيليين، للوقوف عن قرب على رؤيتهم لمستقبل سوق عكاظ، بصفتهم من الشرائح المهتمة بعكاظ التي سيعقبها صياغة ورقة عمل تتحول لمشروع مستقبلي يجمع كل الأطياف بمختلف ميولها. من جهته قال الدكتور بريكان الشلوي المشرف على تطوير سوق عكاظ: "إن مشروع تطوير سوق عكاظ يهدف إلى تحقيق رؤية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الذي يعمل لأن يكون سوق عكاظ منبر حوار يفيد الإنسان العربي والمواطن السعودي ونافذة على المستقبل، ومنطلقا للشباب نحو الإبداع ورمزا للتقدم والحضارة، مشيرا إلى أن مشروع التطوير يعنى بوضع استراتيجية تنطلق من رؤى المثقفين والمؤسسات الثقافية التي هي محضن المثقفين لتطوير السوق خلال خمس دورات قادمة، اعتبارا من الدورة العاشرة التي تنطلق في عام 1437هـ". وأضاف الشلوي أن المشروع يسير وفق خطة زمنية ويحظى بدعم من الأمير خالد الفيصل رئيس اللجنة الإشرافية ومتابعة من الدكتور سعد بن محمد مارق مستشار أمير منطقة مكة المكرمة أمين عام اللجنة الإشرافية للسوق الذي يتابع أعمال التطوير وتوصيات اللجان لحظة بلحظة. ويرى المراقبون أن المشروع النوعي الآخر المرتقب لسوق عكاظ يتمثل في مشروع أكاديمية الشعر، وقررت اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ إسناد الإشراف على الأكاديمية وإدارتها إلى وزارة الثقافة والإعلام وبمشاركة الجهات ذات العلاقة. وتتمثل فكرة أكاديمية الشعر العربي في سوق عكاظ بتخصصها بالشعر العربي، بالنهوض بدراساته وأبحاثه بدءاً من جمع وتدوين وتحقيق لموروث منه في المخطوطات المحفوظة محليًا ودوليًا، ونشر مؤلفات شعرية من دواوين وأبحاث بوسائل النشر المختلفة، علاوة على تنظيم الأنشطة والبرامج الشعرية كالندوات والمسابقات والمحاضرات والملتقيات الأدبية، لتصبح عكاظ المرجعية العربية الأقوى في الشعر، يحتفى فيها بأهم الأصوات الشعرية العربية الكبيرة، وتهتم بالترجمات الشعرية، وتحتضن الشعراء الشباب، وتقيم المسرحيات الشعرية. ووضعت اللجنة الإشرافية للسوق التجارب العربية والدولية في إنشاء الأكاديميات التي تهتم بالشعر، من أشهرها أكاديمية الشعر في أمريكا والنمسا ومصر وأبوظبي نصب عينيها لتستفيد منها في إنشاء أكاديمية عكاظ للشعر التي ستكون منصة للشعر العربي تشع من أرض عكاظ. ويتسق تطوير سوق عكاظ مع الخطة الاستراتيجية لمنطقة مكة المكرمة التي أسس لها الأمير خالد الفيصل، وتتمحور فكرتها الأساسية تنمية الإنسان والمكان على حد سواء، ولذلك جاءت سوق عكاظ كواحدة من المبادرات العملية المطبقة على أرض الواقع لتنمية الإنسان معرفياً وثقافياً وعلمياً وفنياً وتراثياً، إلى جانب مبادرات أخرى لرعايته صحياً واجتماعياً واقتصادياً.