تقدم مقاتلو المعارضة في خان العسل قرب حلب في شمال سورية، وسيطروا على نقطة عسكرية للنظام في جنوبها، في وقت شنت طائرات حربية ومروحية أكثر من 12 غارة على مدينة في الشمال الغربي. وواصل مقاتلون أكراد سيطرتهم على مناطق في الشمال الشرقي في مواجهات مع متشددين أسفرت عن مقتل 54 من الطرفين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات بعد منتصف ليل الجمعة - السبت بين «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ «مجلس شعب غرب كردستان» ومقاتلي «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وبعض الكتائب المقاتلة في محيط قرى تل علو وكرهوك وعلي آغا في الحسكة، انتهت بسيطرة «وحدات حماية الشعب» على حاجز مطحنة الحوارات الموجود على مفترق طرق رئيسة، حيث إنها استولت على عتاد وذخيرة وأسلحة خفيفة وسيارة مثبت عليها رشاش ثقيل ومدفع هاون. وأوضح «المرصد» في رسالة لاحقة عن ارتفاع عدد القتلى من مقاتلي «الدولة الإسلامية» و «النصرة» وبعض الكتائب المقاتلة إلى 35 منذ يوم الثلثاء الماضي مقابل سقوط 19 من مقاتلي «حماية الشعب». وبعد تمكن الأكراد من السيطرة على مدينة راس العين الحدودية مع تركيا والواقعة كذلك في محافظة الحسكة، انتقلت المواجهات إلى مناطق أخرى، علماً أن الأكراد أقاموا مجالس محلية في المناطق التي سيطروا عليها. من جهة ثانية، ذكر «المرصد» أن مقاتلين من «النصرة» اعتقلوا مساء أول من أمس خمسة مواطنين أكراد في مدينة تل أبيض في الرقة في شمال شرقي البلاد. وفي شمال غربي البلاد، قُتل عدد المواطنين بينهم ثلاثة أطفال على الأقل، في غارات شنتها طائرات حربية ومروحية على مدينة سراقب في ريف إدلب التي تسيطر عليها المعارضة منذ سنة. وبلغ عدد الغارات 12 إلى بعد ظهر أمس. وتحدثت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «مجزرة»، مشيرة إلى أن الضحايا ينتمون إلى عائلة واحدة. وذكر «المرصد» أن المدينة تعرضت للقصف لليوم الثالث على التوالي، مشيراً إلى أن القصف بدأ بعد هجوم شنه «الجيش الحر» على حاجز للقوات النظامية في محيط سراقب، ذلك أن مقاتلي المعارضة قصفوا معسكر «معمل القرميد» ودمروا دبابات. كما أنهم كانوا سيطروا على حواجز للقوات النظامية في ريف إدلب، قابلتها القوات النظامية بحملة قصف. وفي شمال البلاد، تقدم مقاتلو المعارضة داخل بلدة خان العسل في ريف حلب التي تسيطر عليها القوات النظامية منذ أشهر. وقال «المرصد» إن الاشتباكات في خان العسل بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة أسفرت عن مقتل 12 عنصراً من قوات النظام. وتحدث «المرصد» لاحقاً عن سيطرة مقاتلي المعارضة على جمعية الصحافيين الواقعة شمال شرقي بلدة خان العسل. ونفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في البلدة ما أدى إلى اندلاع النيران في الأراضي الزراعية. كما وردت معلومات عن مقتل ستة عناصر من القوات النظامية نتيجة استهداف الكتائب المقاتلة شاحنةً عسكرية تحمل مدفعية، في منطقة الجزيرة بجبل شويحنة. وقُتل أربعة مقاتلين خلال اشتباكات للكتائب المقاتلة مع القوات النظامية، في بلدة خان العسل. وبث معارضون فيديو، أظهر مقاتلين قام أحدهما بإطلاق ما قال إنه صاروخ حراري على طائرة حربية. وظهرت في الفيديو، مظلة الطيارة تهبط نحو الأرض. واستهدفت الكتائب المقاتلة حاجز الصورة التابع للقوات النظامية، عند مدخل ضاحية الأسد بالقرب من الأكاديمية العسكرية. وفي وسط البلاد، استمرت منذ أكثر من عشرين يوماً المعارك عند أطراف الأحياء التي تحاصرها القوات النظامية في وسط المدينة وحي الخالدية في شمال المدينة. كما سجلت «اشتباكات عنيفة منذ ليل أول من أمس حتى ساعات الفجر بين مقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة والقوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية الموالية للنظام من جهة أخرى على أطراف حي المزرعة الذي يقطنه مواطنون من الطائفة الشيعية، ترافقت مع سقوط قذائف على الحي، ما أدى إلى مقتل أربعة عناصر من اللجان الشعبية»، وفق «المرصد» الذي أضاف أن حي باب هود تعرض لقصف وسط استمرار المواجهات، فيما طاول قصف صاروخي الأحياء المحاصرة الأخرى في حمص. وفي دمشق، أفاد «المرصد» بحصول قصف واشتباكات في حي القابون شمال العاصمة، قُتل فيها سبعة مقاتلين معارضين. في حين سجل قصف على مخيم اليرموك في جنوب العاصمة واشتباكات في حيي برزة البلد وجوبر في شمال شرقي دمشق. وتعرضت مناطق في حي الجر الأسود لقصف من القوات النظامية بقذائف الهاون والمدفعية، في وقت شنت طائرة حربية غارة على مناطق في بلدة حجيرة البلد المجاورة. وقُتل شخص بانفجار عبوة ناسفة في حي العمارة في دمشق، فيما سقطت قذائف هاون على حي العباسيين وسط المدينة. وبين دمشق والأردن، أظهر فيديو مقاتلين من المعارضة المسلحة يسيطرون فيما يبدو على مواقع للجيش في درعا في جنوب البلاد. وظهر مقاتلون من «لواء أحرار بيت المقدس» و «لواء شهداء اليرموك» و «لواء المثنى» يتخذون مواقع على تل ويطلقون النار على سرية الحانوت العسكرية. وبدا في الفيديو مقاتلون يحتفلون بعد الاستيلاء على عدد من الدبابات التي قالوا إنها تخص الجيش النظامي.