×
محافظة المدينة المنورة

لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالمدينة تشارك الأهالي بالعيد

صورة الخبر

أكدت دراسة مشتركة قامت بها أستاذتان بجامعتي زايد ونيويورك أبوظبي الشهر الماضي أن التفاعل الداعم بين المعلمة والطفل في مرحلة الروضة يقلل من التوتر الذي يشعر به الطفل، مما يُحَسِّن مستوى تعلُّمه وصحته، ويعزز قدرته على تنمية المهارات التي يحتاجها للنجاح في الدراسة. وبينت الدراسة التي قامت بها الدكتورة ليديا بارزا (جامعة زايد) والدكتورة أنتجي فون سوشودوليتز (جامعة نيويورك بأبوظبي)، وخضع لها 138 طفلاً وطفلة في سن الخامسة في 27 صفاً من صفوف رياض الأطفال في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، وجميع معلمات هؤلاء الأطفال كن من خلفية غربية، أن الصغار الذين يتمتعون بمستويات عالية من الدعم العاطفي والدراسي من جانب المعلمة داخل غرفة الصف يواجهون ضغوطاً فسيولوجية أقل خلال يومهم الدراسي، مشيرة إلى أن مرحلة الروضة تمثل مناخاً اجتماعياً معقداً بالنسبة للأطفال، حيث تتسم استجابتهم لدى تنقلهم ما بين التحديات المعرفية والاجتماعية والعاطفية المختلفة بمستويات متزايدة من التوتر. ومن بين العلامات البيولوجية الدالة على هذا التوتر ارتفاع الكورتيزول باستمرار لدى أطفال الروضة بمستويات أعلى من ارتفاعه لديهم وهم في المنزل، إذ تكون مستوياته عادة في أوجها في ساعات الصباح الباكر، ثم تبدأ بالهبوط تدريجياً خلال اليوم. وهدفت الدراسة إلى التعرف إلى مؤشرات التفاعلات بين المعلمة والطفل التي ترتبط بالتوتر لدى أطفال الرياض، تماشياً مع الرسالة التربوية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تقضي بتقديم تجربة تعليمية عالية الجودة للأطفال في صفوف رياض الأطفال. واعتمدت الباحثتان على نظام التقييم الصَّفّي باستخدام النقاط Classroom Assessment Scoring System، وهو أداة ملاحظة شائعة الاستخدام لتوصيف جودة التفاعل بين المعلمة والطفل داخل فصول رياض الأطفال بدولة الإمارات. المعلمة والطفل وامتحنت الباحثتان العلاقة بين مؤشرات التفاعل بين المعلمة والتلميذ من جهة، وتنظيم استجابة أطفال الرياض للتوتر من جهة أخرى، عن طريق ملاحظة تقلبات مستويات الكورتيزول لديهم، حيث تمت ملاحظة التفاعل بين المعلمة والطفل لفترات مختلفة خلال اليوم الدراسي مدة كل منها 20 دقيقة، وتم قياس مستويات الكورتيزول لدى الأطفال ثلاث مرات خلال اليوم الدراسي: عند وصولهم إلى الروضة في الصباح، ثم في منتصف الفترة الصباحية، وأخيراً قبل انتهاء اليوم الدراسي. وأكدت الدراسة، أن الجوانب ذات الصلة بالتفاعل الإيجابي والداعم بين المعلمة والطفل تشمل: المناخ العاطفي داخل غرفة الصف، وجودة الإجراءات التدريسية، وحسن تنظيم وإدارة الصف. ويعكس الدعم العاطفي التناغم العاطفي لغرفة الصَّف ومجهودات المعلمة لتوفير مناخ إيجابي بشكل مستمر ومستقر أو قابل للتنبؤ بينما يصف الدعم التدريسي لأي درجة تستخدم المعلمة النقاش والأنشطة التدريسية لتحفيز مهارات الإبداع والاستنتاج لدى الأطفال، ولأي مدى توفر التحفيز اللغوي وردود الفعل بجودة عالية توسع الفهم والتعلم لدى الأطفال. تفاوت كبير وفي ما يتعلق بتوصيف التفاعل بين المعلمة والطفل، كشفت نتائج الدراسة عن تفاوت كبير في مستويات جودته في الغرف الصَّفِّية، لكن المستوى العام للدعم العاطفي والتنظيم الصَّفّي بشكل عام كان معتدلاً بينما كان المستوى العام للدعم التدريسي منخفضاً، إلا أنه عند مقارنة الصفوف وفقاً للتفاوت في التكوين العِرْقي والثقافي، وجدت الباحثتان أن جودة التفاعل بين المعلمة والطفل كانت أكثر انخفاضاً في الفصول التي تختلف فيها الخلفية العرقية والثقافية لدى المعلم عنها لدى الأطفال، إضافة إلى ذلك فقد لوحظ أن جودة التفاعل هذه كانت نسبياً أكثر استقراراً في الفترة الصباحية.