×
محافظة مكة المكرمة

الاستعداد للنسخة الثانية لمعرض (الفهد.. روح القيادة)

صورة الخبر

د. عارف الشيخ منذ أن وجدت مادة البوتوكس (botox) والعالم يعيش في الأوهام، فمنهم من يستخدم هذه المادة السامة المستخرجة من نوع من البكتيريا بأن تحقن لعمل شلل في عضلات الوجه التعبيرية المسؤولة عن ظهور التجاعيد أثناء الضحك والعبوس حول العين وفوق الأنف وفي الجبهة. ومنهم من يستخدمها، فتحقن تحت سطح الجلد لزيادة حجم الخدود وتكبير الشفاه وتثبيت النهود وغيرها مما لا نستطيع ذكره هنا، وقد غاب عن هؤلاء جميعاً أن ما فات لا يعود، ولذلك قال الشاعر أبو الزوائد عندما رأى امرأته تتصنع وتتصابى وهي عجوز: عجوز تمنت أن تكون فتية وقد يبس الجنبان واحدودب الظهر تروح إلى العطار تبغي شبابها وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ بنيت بها قبل المحاق بليلة فكان محاقاً كله ذلك الشهر وما غرني إلا الخضاب بكفها وحمرة خديها وأثوابها الصفر أقول: قرر عدد من المجامع الفقهية المعاصرة في دوراتها المتعددة أنه لا يجوز حقن الدهون أو الإبر في الخدود أو الشفاه أو غيرهما لتحسين المظهر فقط، لأن هذا داخل في المنهي عنه شرعاً لقوله عليه الصلاة والسلام: لعن الله المتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله (متفق عليه). لكن إذا كان هناك تشويه في الخلقة أو أذى مترتب عليه فإن العلاج يكون جائزاً، وهذا ليس اعتراضاً على خلق الله تعالى، بل من باب إزالة الضرر والتقليل من التشويه الذي قد يوقع صاحبه في إحراجات. ورد في قرارات مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في دورته الثامنة عشرة بماليزيا ما يلي: بعد الإطلاع على البحوث الواردة إلى المجمع بشأن موضوع الجراحة التجميلية وأحكامها، وبعد مناقشة مستفيضة حوله قرر: أولاً: جراحة التجميل هي تلك الجراحة التي تعنى بتحسين أي تعديل جزء أو أجزاء من الجسم البشري الظاهرة، أو إعادة وظيفته إذا طرأ عليه خلل مؤثر. وفي هذه الجراحة يشترط: 1- أن تحقق الجراحة مصلحة معتبرة شرعاً. 2- ألا يترتب عليها ضرر أكبر. 3- أن يقوم بالعمل طبيب مختص ومسؤول. 4- أن تكون الجراحة التجميلية بإذن المريض. 5- أن يشرح الطبيب للمريض الآثار المترتبة عليها. 6- ألا يكون هناك طريق آخر للعلاج. 7- ألا تترتب عليها مخالفة شرعية. 8- أن تراعى فيها قواعد التداوي من حيث الالتزام بعدم كشف العورة إلا بقدر الحاجة. ونفهم من هذا أن عمليات تكبير الشفاه ونفخ الخدود والنهود التي ابتليت بها نساء اليوم ليست من هذا النوع من التجميل، لأنها لا تدخل ضمن العلاج الطبي لتشوهات خلقية، بل تدخل ضمن التدليس والغش والخداع وتغيير خلق الله. وورد في قرار المجمع هذا أيضاً أنه لا يجوز رتق غشاء البكارة الذي تمزق بسبب حادث أو اغتصاب أو إكراه أو ارتكاب الفاحشة، سداً لذريعة الفساد والتدليس.