استنكر الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بشدة، تصريحات نوري المالكي نائب رئيس العراق تجاه السعودية، التي أدلى بها إلى إحدى محطات التلفزيون العراقية، واصفا تلك التصريحات بأنها غير مسؤولة واتهامات باطلة وشائنة لا تساعد على تعزيز العلاقات الخليجية - العراقية. واعتبر الدكتور الزياني أن هذه التصريحات الاستفزازية غير الواقعية تندرج ضمن مساعي المالكي المعروفة والمكشوفة للجميع لتخريب علاقات العراق بأشقائه العرب، وفصله عن محيطه العربي الطبيعي، خدمة لمصالح أجنبية لا تمت بصلة للمصالح الوطنية العراقية، منوهًا بالتوضيحات الصادرة من رئاسة الجمهورية والحكومة العراقية عن مواقفها في هذا الصدد. وأكد الدكتور عبد اللطيف الزياني أن المواقف والجهود الصادقة للسعودية ودول المجلس في مكافحة الإرهاب تجعلها في مقدمة دول العالم في هذا الشأن، ومن هذه الجهود مشاركة المملكة ودول المجلس بفاعلية في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، بما يساعد على تعزيز القدرات الدفاعية العراقية، حفظًا لوحدة العراق وأمنه واستقراره، وحماية لشعبه العربي العزيز، مشددا على حرص دول المجلس على تعزيز علاقاتها مع العراق الشقيق بعد سنوات من التوتر الناتجة عن السياسات التي تبناها المالكي. واستنكر الأمين العام للمشروع العربي في العراق الشيخ خميس الخنجر هذه التصريحات، واصفا إياها بأنها «تخريب لعلاقات العراق مع أشقائه العرب»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المملكة السعودية وقفت وتقف مع العراق ضد الإرهاب»، مشيرا إلى أن «المالكي اقترف الكثير من الجرائم بحق الشعب العراقي». واستنكرت فعاليات ثقافية واجتماعية وشخصيات عراقية على مواقع التواصل الاجتماعي («تويتر» و«فيسبوك») تصريحات المالكي، معتبرة إياها «تندرج ضمن برامج وخطط نائب الرئيس العراقي لتخريب العلاقات بين العراق ومحيطه العربي»، و«التضحية بهذه العلاقات مقابل فتح أبواب العراق أمام إيران التي تؤثر في القرارات الأمنية والسياسية». وقال الكاتب أحمد السالم من البصرة على صفحته في «فيسبوك»: «إن إيران تحكم العراق بينما المالكي الذي ينفذ سياسات إيرانية في البلد يسعى لتخريب علاقاتنا من عمقنا العربي الاستراتيجي». وكانت رئاستا الجمهورية والوزراء في العراق قد تنصلتا أول من أمس من تصريحات أطلقها نائب الرئيس نوري المالكي ضد السعودية، بينما استنكرت منظمة التعاون الإسلامي التصريحات وعدتها «مغذية للطائفية». وردا على دعوة المالكي عبر قناة «آفاق» التابعة لحزبه (الدعوة) إلى وضع المملكة العربية السعودية «تحت الوصاية الدولية»، أكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، خالد شواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن تصريحات المالكي «شخصية لا تمثل الرأي والموقف الرسمي لرئاسة الجمهورية في العراق». وأضاف شواني أن «رئيس الجمهورية فؤاد معصوم سعى وسوف يسعى إلى تطوير وإقامة أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية». وكانت الحكومة العراقية، وعلى لسان المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، قد جددت موقفها الثابت لتطوير العلاقات بين العراق والسعودية. وقال المتحدث سعد الحديثي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «موقف الحكومة العراقية لم يتغير حيال طبيعة العلاقات التي تربطها مع دول العالم، وفي المقدمة منها دول الجوار الجغرافي العربي والإسلامي ومن ضمنها المملكة العربية السعودية»، مؤكدا أن «العراق كان السبّاق في تجسيد هذه العلاقة الجديدة مع دول الخليج العربي وفي مقدمتها السعودية.