تشهد المنطقة العربية عددًا من المستجدات التي تسارعت وتيرتها خلال الفترة الأخيرة، وهو الأمر الذي عزز من أهمية الزيارات المتبادلة بين القادة والمسؤولين العرب، لبحث تلك المستجدات والعلاقات الثنائية. ولعل ذلك ما دفع وزير الخارجية المصري سامح شكري، للقيام بزيارة للمملكة العربية السعودية، لبحث عدد من الملفات التي تخص الدولتين، التي تربطهما علاقات تاريخية واستراتيجية، وهي الزيارة التي تأتي عقب شائعات حاولت بعض العناصر الداعمة لجماعة الإخوان في مصر ترويجها، بشأن وجود تباين بين الجانبين. روابط وثيقة والتقى شكري خلال الزيارة عدداً من المسؤولين رفيعي المستوى، وعقد مباحثات في إطار العلاقات الوثيقة والتضامن والتنسيق والتشاور المتواصل، لوضع رؤية مشتركة على المستويين الإقليمي والدولي وسبل التعامل مع الأوضاع والتهديدات والمخاطر القائمة في المنطقة، وبما يزيد من تدعيم لأواصر التآخي بين البلدين والشعبين الشقيقين. ويصف الأمين العام المساعد السابق لجامعة الدول العربية السفير طلعت حامد، العلاقات المصرية- السعودية بالاستراتيجية والعميقة تاريخيًا منذ تأسيس المملكة، موضحًا أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري للمملكة ولقاءه بالملك سلمان بن عبد العزيز وغيرها من اللقاءات رفيعة المستوى، تأتي في إطار تعميق العلاقات وزيادة الروابط بين البلدين. ويشير حامد في تصريح لـالبيان إلى أن هناك عددًا من الملفات المشتركة التي تخص الدولتين والمنطقة بأكملها تحتاج للبحث، لا سيما عقب موافقة مجلس الأمن على الملف النووي الإيراني، وتلك التخوفات الشديدة التي تنتاب الدول العربية وعلى رأسها السعودية من الهدف وراء تلك الخطوة بتأجيج الصراع الطائفي في المنطقة العربية، مشيرًا إلى أنه انطلاقًا من تلك العلاقات التي تجمع بين الدولتين، واعتبار مصر السعودية ودول الخليج امتدادًا لأمنها القومي، سوف يبحث الطرفان تداعيات ذلك الإقرار الدولي بالملف النووي الإيراني. أولويات السياسات وحول العلاقات المصرية- السعودية، يوضح المستشار الأكاديمي للمركز الإقليمي للدراسات الإقليمية مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عزمي خليفة، أن المنطقة العربية تتعرض لتحولات سياسية سريعة وخطرة، مشيرًا إلى أن سياسية المملكة العربية السعودية الخارجية ليس بعيدًا عن مصر، فالعلاقات المصرية السعودية لها خصوصية لدى الدولتين. ويضيف خليفة في تصريح لـالبيان أن أولويات السياسية الخارجية لدى الدولتين متمايزة على مر التاريخ تقريبًا، ولكن ظل هذا الاختلاف بمنأى عن العلاقات التاريخية الراسخة بين الدولتين، حيث إن الدولتين لا غنى لأي منهم عن الأخرى، وهو الأمر الذي جعل العلاقات متماسكة طوال هذه الفترة، موضحًا أن التوجه السياسي بين الدولتين هو ما جعل البعض يترجم ذلك إلى مزاعم بوجود تباين وهو الأمر الذي لا صحة له على الإطلاق. إضاءة دعمت المملكة العربية السعودية مصر بقوة عقب ثورة 30 يونيو 2013، التي أطاحت حكم تنظيم الإخوان الإرهابي، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، كما لعب وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل دورًا كبيرًا وتاريخيًا في تقويم وجهات نظر الغرب، إزاء ما يحدث في مصر من تطورات على الصعيد السياسي الداخلي.