ما أن أعلن نادي القادسية تجديد تعاقده مع المدرب الوطني الخلوق راشد البديح لتدريب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي لموسم جديد، حتى انهال بعض القدساوية من ربع تويتر والمعروفين بضرب الكفوف بمناسبة أو بغيرها بالهجوم على إدارة النادي مطالبين بتغيير قرارهم بتجديد التعاقد مع البديح والتعاقد مع مدرب عالمي على حسب قولهم، وتناسوا ما قدمه لهم المدرب الذي استلم مهمته قبل نهاية الموسم المنصرم خلفاً للإسباني أنطونيو بوتشي، الذي دمر الفريق، فجاء البديح في آخر الموسم، وعمل المستحيل من أجل أن لا يخرج القادسية هذا النادي الكبير خالي الوفاض من الموسم، فحقق معه كأس سمو الأمير بعد هزيمته نادي السالمية في المباراة النهائية بهدف دون مقابل، رغم أن الأصفر سبق له وأن خسر أمام نفس الفريق السلماوي بستة أهداف مقابل لا شيء، على يد المدرب الإسباني في لقاء الفريقين في الدور الثاني من مسابقة الدوري، في نتيجة اعتبرت هي الأعلى والأقسى في تاريخ نادي القادسية! أعلم جيداً أن هناك الكثير من ربع تويتر يعتقدون أنفسهم فلاسفة في التدريب، وهم أعلم ببواطن التكتيك والتكنيك، وهم بالأساس شباب أخذهم الحماس الزائد فقط من منطلق حبهم لناديهم وأخذوا يوجهون أصابع الاتهام والتقصير للجهاز الفني رغم ضعف معلوماتهم عن الأمور الفنية، إلى أن وصل بهم الأمر إلى التجريح والتشهير بالمدرب، رغم ما فعله الكابتن راشد البديح من عمل جبار لانتشال وضع الفريق القدساوي من خراب مالطة، التي كان عليها أيام الإسباني بوتشي إلى المكانة الجيدة التي هو فيها الآن، خاصة بعد التعاقد مع المهاجم الفذ الكونغولي سالمون دوريس لاعب نادي الفتح السعودي السابق، والذي حقق معه الدوري قبل ثلاثة مواسم، إضافة الى لاعب خط الوسط الغيني سيدوبا صاحب الإمكانات الفنية الرائعة، والتجديد للمدافع الغاني رشيد سامويلا، الذي أثبت جدارته خلال الفترة التي شارك بها مع الفريق خلال الانتقالات الشتوية الماضية. من يدعي حبه لناديه وحرصه على سمعته واعتلائه أفضل المراكز، يجب عليه أن يركد ولا يطبق مقولة تجهيز الدواء قبل الفلعة، بل يجب عليه دعم الفريق والوقوف خلفه حتى يتحقق الهدف المنشود من وراء هذه المشاركة، لأنه باختصار يعتبر المدرب الوطني راشد البديح من المدربين الذين لا يجيدون الأفلام الهندية التي يطبقها غيره بحرفية كاملة إن صح التعبير بذلك، بل إنه مدرب يعمل وفق ما تقتضيه مصلحة فريقة من غير استصناع ودون وجود شو اعلامي لجذب انتباه الجماهير لإبعادهم عن الانتباه لسلبيات الفريق. آخر الكلام: مشكلة كرتنا أن الكل أصبح محللاً رياضياً