محسن الفضلي، لم يمت في غارة 23 سبتمبر 2014، لكنه قضى في غارة 8 يوليو 2015، ولم يستبعد مصدر «جهادي» أن يكون هناك «مرشد» على الأرض ساعد الطائرة دون طيار على أن تنال من هدفها بدقة. فقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن زعيم جماعة «خراسان» الموالية لتنظيم «القاعدة» محسن الفضلي المولود في الكويت، قتل في ضربة جوية أميركية في سورية، بينما كان يتنقل في سيارة قرب بلدة سرمدا إلى الغرب من حلب في الثامن من يوليو الجاري، الأمر الذي أكده مصدر «جهادي» لـ «الراي». وأوضح الناطق باسم «البنتاغون» جيف ديفيس في بيان «ان الفضلي كان يتنقل في سيارة قرب سرمدا عندما أصيب في ضربة جوية». وأضاف ان الفضلي «كان داعماً بارزا لتنظيم القاعدة وكان ضمن المجموعة الصغيرة الموثوق بها من زعماء التنظيم الذين تلقوا إخطاراً مسبقاً بهجمات 11 سبتمبر 2001». وأكد ديفيس أن «الفضلي شارك في هجمات في أكتوبر 2002 على مشاة من البحرية الأميركية في جزيرة فيلكا في الكويت وعلى ناقلة النفط الفرنسية (ليمبورغ)». وقال: «كان زعيم شبكة من النشطاء المخضرمين في القاعدة يطلق عليهم أحياناً جماعة خراسان يخططون لهجمات خارجية على الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا». وتابع ديفيس: «وفاته ستضعف وتعطل العمليات الخارجية الجارية لتنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا». ويطلق اسم «خراسان» على منطقة في أفغانستان وباكستان يعتقد أن المجلس الرئيسي لـ«القاعدة» يختبئ بها. وكان الفضلي استهدف بضربة جوية أميركية في 23 من سبتمبر 2014. وقال مسؤول أميركي في حينه، إن من المعتقد أن الفضلي قتل لكن «البنتاغون» والبيت الأبيض قالا إنه لا يمكن تأكيد ذلك. في السياق، وحول اللغط الذي أثير في شأن مقتل الفضلي الذي سبق وتحدثت الأنباء عنه العام الماضي، قال المصدر «الجهادي» إن «في العام الماضي استهدفت غارة أميركية الفضلي وعدداً من المرافقين له في منطقة حلب ولم يتم قتل الفضلي في تلك الغارة، فيما أكدت (البنتاغون) عدم استطاعتها تأكيد أو نفي قتله في حينه. أما بعد الغارة الأميركية التي نفذت هذا الشهر وقيام طائرة دون طيار باستهداف الفضلي في منطقة سرمدا، فقد تأكد مقتله بالفعل». وتابع «جبهة النصرة التزمت الصمت ربما لأن جماعة الخراسانيين لا تتبعها تنظيمياً حيث اختارت تلك الجماعة اتخاذ موقف الحياد في الصراع الدائر بين الجبهة من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة أخرى»، مشدداً على أن «جماعة الخراسانيين كانوا يعملون بمعزل عن جبهة النصرة وقٌتل منهم الكثير خلال الفترة الماضية وكانوا يتواجدون في حلب وبعض المناطق الريفية وحريصون على الابتعاد عن الظهور الإعلامي». وعن سر تركيز وسائل الإعلام الغربية على جماعة الخراسانيين، برر المصدر ذلك بعلم الأجهزة الغربية تبعية تلك الجماعة لتنظيم القاعدة، مردفاً بالقول «لا يمكن للطائرة دون طيار ان تستهدف هدفاً بهذه الدقة دون وجود مرشد لها على الأرض». ومحسن فاضل اياد عاشور الفضلي الذي ولد لعائلة كويتية شيعية في 24/ 4/ 1981 قبل أن يعتنق هو المذهب السني تأثرا بأفكار تنظيم «القاعدة» الذي أسسه أسامة بن لادن قبل أن يلتحق بالتنظيم الذي وثق به قادته ليتحول إلى حارس شخصي ومرافق لزعيم التنظيم أسامة بن لادن في العام 2000. ومحسن الفضلي الذي اتهم بقضايا إرهابية عدة في الكويت وخارجها كان يرتبط ومجموعة إسلامية كويتية لها ميول متطرفة بعلاقة يمكن وصفها بـ «الجيدة جداً» بالشيخ عذبي الفهد، الذي كان يعمل ضابطاً في الجيش الكويتي قبل أن يصبح رئيساً لجهاز أمن الدولة الكويتي، وتم إدراج اسم الفضلي على قائمة المطلوبين الـ 36 بالسعودية في يونيو من العام 2005، وذلك بعد أن تم إطلاق سراحه من سجنه السعودي الذي أودع فيه على خلفية ارتباطه بجماعات إرهابية في العام 2001 اثر التحقيق معه بالانضمام إلى ما كان يسمى قضية «الأفغان العرب». ودانت محكمتا أول درجة والاستئناف الكويتيتان محسن الفضلي في تفجير المدمرة «كول» التي تم الاعتداء عليها قبالة السواحل اليمنية في عام 2002، إلا أن محكمة التمييز قضت ببراءته من التهم المنسوبة إليه لعدم حصول الجريمة ضمن الحدود الإقليمية لدولة الكويت، وهو ما يعني عدم اختصاص المحاكم المحلية بجواز نظر مثل هذه القضايا. وكان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن ذكر اسم محسن الفضلي في خطاب له، كأحد أخطر المطلوبين لبلاده بتهم تتعلق بالإرهاب، والذي ترجمته السلطات الأمنية الأميركية بمذكرتين إحداهما في يناير 2004 والأخرى في فبراير 2005، طلبت فيهما من السلطات الكويتية تسليمها محسن الفضلي الذي اختفى عن الأنظار في تلك الفترة. وكان محسن الفضلي الذي توارى عن الأنظار مختبئاً في شقة سكنية بمنطقة السالمية تم تسجيل عقد إيجارها باسم صديق له يدعى ( سليمان. ك) وهو ابن نائب إسلامي سابق يحملان فكراً جهادياً واحداً وأمضيا فترة زمنية من عمريهما في ضيافة أسامة بن لادن، وكانا ينامان معه في خيمة واحدة في جبال أفغانستان قبل الهجوم الأميركي على تورا بورا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. وارتبط اسم الفضلي الذي كان يعاني من إعاقة بدنية بقدرته الفذة على التعاطي مع الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الحاسوب واختراق المواقع الإلكترونية وصناعة المفخخات والتفجير عبر استخدام أجهزة التقنية الحديثة، باسم خالد الدوسري الجهادي الذي تعرض للاعتقال في المملكة المغربية بتهم تتعلق بالإرهاب قبل أن يتم إطلاق سراحه ويعود إلى الكويت، ليتهم بارتباطه بحادثة «أسود الجزيرة» التي راح ضحيتها بعض رجال الأمن ومدنيون أبرياء، وكان مطلوباً لأجهزة الأمن الكويتية ومدرجاً على قائمة الممنوعين من السفر، إلا أنه تمكن من مغادرة البلاد إلى العراق حيث تردد حينها أن علاقته بالشيخ عذبي الفهد كانت السبيل لتسهيل خروجه دون أن يتم التأكد من مصدر هذه المعلومات. ورصد المركز القومي الأميركي لمكافحة الإرهاب مكافأة مالية قيمتها 7 ملايين دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات تقود لإلقاء القبض على من اعتبرته «وزير مالية تنظيم القاعدة الإرهابي والحارس الشخصي والمرافق الخاص لمؤسس التنظيم أسامة بن لادن» والمتهم بالمشاركة في عمليات صنفتها الولايات المتحدة الأميركية بأنها إرهاب يهدف إلى الاعتداء على مواطنيها ومصالحها في داخل البلاد وخارجها. وكانت صحيفة «نيويرك تايمز» نشرت ان الفضلي أسس مجموعة «خراسان» الجهادية وهدفها القيام بعمليات في أميركا وأوروبا.