الفارق الكبير والواضح بين القيمة والمستوى التي ظهر عليها النادي الأهلي الفائز بالقمة التقليدية للدوري المصري بهدفين نظيفين، وبين تلك التي كان عليها نادي الزمالك المتصدر للمسابقة بفارق 6 نقاط، هو نفسه ما يمكن الاشارة اليه، على مستوى الفوارق التي بلغها الناديان، خلال السنوات الطويلة الماضية، من واقع جانب، أحمر مضيء بالعديد من الأمثلة والمشاهد والعبر، وآخر أبيض، مرتبك غير واضح أو دقيق، تخللته الكثير من الصراعات والصدامات، وأيضا العديد من المواقف السلبية، التي لا شك أنها ألقت بظلالها غير الايجابية، على المستوى العام للنادي والفريق، وقدمته في ذات الصورة، ان كان في المواسم الطويلة الماضية، أو حتى في اللحظات التي حرم فيها من التتويج ولذة الانتصار، في ملعب أحمر ظل يحلم باللحاق به، على أمل أن يكون على بعد خطوات من فاصل ال 26 عاما، التي كتبت تاريخها، بألوان من ذهب وواقع متين، ليس من السهل أن يتأثر لمجرد، أماني وتطلعات في فترة، وفي تارة أخرى مجموعة من الأحلام.! ان ما يحققه الأهلي المصري، من سباق مستمر مع النفس والذات الحمراء، مثلما هي السباقات التي نتابعها على مستوى النادي البافاري الالماني البايرن ميونخ، ليس من الصعب، أن تتوقف في موسم، وتتعرقل في آخر، لأسباب متفاوته كروية ومنطقية، كالتي تتعرض لها كبرى الأندية والمنتخبات على مستوى العالم، لكنها لا تلبث سوى أن تكون مجرد كبوة فرس أصيل، سرعان ما يستعيد مساره، ويتزعم صدارته وسباقة، وفي حالة الأهلي، هذا الموسم، صورة مختصرة، للقيمة والمكانة التي يمتاز بها النادي المصري، والتي بنيت خلال سنوات طويلة بمجموعة من الأسس والمبادئ والقيم، وظلت مساندة وداعمة، لأهدافه رغم الظروف والعقبات، ومجموعة كبيرة من العراقيل والتحديات، وقدمت الفريق على قدر القيمة والمكانة في اللحظات الحاسمة والحساسة.! لا يمكن لأي ناد آخر في غير قيمة ومكانة النادي الأحمر، ومن هم في أسسه وبناءه، أن يظهر عملاقا، متحكما في كامل تفاصيل المواجهة التي تجمعه بالمتصدر، والأقرب لحصاد اللقب بلغة النقاط، مثلما هي الصورة والمشاهد التي تابعها الجميع على استاد برج العرب، وكتبت بواقعها وموضوعيتها، نقطة مع نهاية سطر، وبداية لسطر جديد، تحتاج غالبية الأندية أن تتوقف معه، وحتى الفريق الخاسر، اذا ما أراد، أن يكون له ولو الجزء البسيط، من الهيبة، التي يظل متعلقا بها، ليس لأسباب المنافسة والقيمة الحقيقية للتقارب في المستوى، بقدر ما هو الأمل والرجاء، أن يقترب في يوم من الأيام من بطولات وانجازات نادي القرن والزعيم.! لا خلاف ولا جدل، مع من يردد ويتحدث، عن سنوات ضوئية يمكن الاشارة الي أنها تظهر فاصله للناديين الاهلي والزمالك عن بعض، وعلى العديد من المستويات والاتجاهات، الا أن ذلك لا يمكن أن يلغي أي حقوق مشروعة، لنادي الزمالك، وغيره من الأندية الراغبة في اللحاق، بآخر الطابور، وفي كرة القدم، من الفرص، ما يمكن، أن تكون بمثابة المتنفس والفرصة الثمينة للأندية المتحفزة لكنها لا تعدو أكثر من فرصة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصل الى الحقيقة الكاملة.!