بعيدًا عن الصفحات الباحثة عن الأخبار المثيرة والإشاعات وجديد نجوم السينما والتلفزيون وهفوات السياسيين، تأتي صفحة "hero Family" لتخلق الاستثناء بقدرتها جمع شباب مغاربة من مختلف المشارب، لغرض التعاون في أعمال خيرية تعود بالنفع على المواطن والمجتمع. الفكرة انطلقت بسيطة لتصل اليوم إلى أزيد من 48 ألف مغربي معجب بالصفحة الرسمية للمجموعة. في الكثير من المدن المغربية، يوجد فرع لهذه المجموعة، الانخراط لا يحتاج تأدية ثمن أو ملأ استمارة، كل ما عليك فعله، أن تتصل ببقية شباب الفرع، وتشاركهم في أعمالهم الخيرية من حملات تبرّع بالدم وتنظيف للمساجد وتوفير المال للمرضى المعدمين وزيارة دور الأيتام. لا يرغبون من وراء أعمالهم جزاءً ولا شكورًا، كل ما هناك، هي رغبتهم في استخدام أفضل للفيسبوك بدل الاستخدامات التقليدية. أعضاء "هيرو فاميلي" يلّقبون بجنود هيروشيما، اختيار اسم هذه المدينة التي تذكر العالم بأول قنبلة ذرية ألقيت على مدينة بالعالم، يعود إلى الإسم الذي لقبت به مجموعة مصغرة من أعضاء "هيرو فاميلي"، إذ كانت كل مجموعة على فيسبوك تختار اسم مدينة عالمية أو دولة ما، إلّا أن بقية المجموعات لم تستمر طويلًا. أسامة دركال، 19 سنة، من مدينة الدار البيضاء، انضم لهذه المجموعة منذ ستة أشهر، الأهداف لم تزد في البداية عن قضاء وقت مرح بما أن أعضاء هيروشيما كانوا في أغلبهم يتعارفون في مجموعة ترفيهية قديمة، ليبدأ التفكير جديًا في مبادرات خيرية: "من أول ما بدأنا به، هو جمع التبرّعات المادية لطفلة تعاني من مرض مزمن. وآخر مبادرة قمنا بها هو شراء الدواء لسيدة فقيرة". يقول عنهم يوسف معضور، وهو كاتب مهتم بالقضايا الاجتماعية:" عند وصول فرد من المجموعة إلى مدينة معينة غير مدينته ويطلب نداء مساعدة مادية أو معنوية من خلال الصفحة الرئيسية، يلقى طلبه فورا استجابة جنود هيروشيما الذين يقطنون بنفس المدينة، حيث يقدمون له المساعدة اللازمة دون تردد و هذا يدخل في مبادئ المجموعة التي يجب على الجميع احترامها".