معتبراً ان «الأفكار الماسونية كفر وإلحاد كونها تحارب الأديان»، شنّ النائب السابق محمد هايف المطيري هجوماً لاذعاً على كل مَن يدعو لنشر الأفكار الماسونية في الكويت ودول الخليج. هايف، الذي تحدث لـ«الراي» في لقاء خاص في ديوانه بمنطقة الفردوس رداً على ما قاله رئيس محفل نور الحكمة اللبناني الماسوني سليم عبيد الذي وصل لدرجة الأستاذ الأعظم والذي قدر عدد الكويتيين الذين يترددون على المحافل الماسونية بـ 1500 كويتي، اعتبر ان «الماسونية من أخطر المنظمات المشبوهة التي تنخر في الأمة دون أن تشعر». وقال هايف: «الحرية لا تعني الخروج عن العقيدة ونشر أفكار الإلحاد والكفر والزندقة ومحاربة الدين وإباحة المحرمات»، مشدداً على انه «لا يجوز الانتماء للماسونية لأن أصولها صهيونية وإلحادية». وفيما اعتبر ان ثمة «قصورا من الدعاة في الوصول لبعض الطبقات التي استطاعت الماسونية الوصول لها»، بين انه «سيكون لتجمع ثوابت الأمة موقف إذا تبنى هذا الفكر أي شخص داخل الكويت». وفي ما يلي نص اللقاء: ● ما رأيكم في الأفكار التي تروج لها الماسونية ؟ - المنظمة الماسونية من أخطر المنظمات المشبوهة التي تنخر في الأمة دون أن تشعر، وتقتنص فريستها ممن يبتعدون عن الدين الإسلامي من أبناء المسلمين الذين باتوا يغترون بتلك المنظمات المشبوهة وما تظهر به من ادعاءات الرقي والحضارة وغيرها من الأمور التي تروج لها تلك المنظمة، وهذه طريقة كل أصحاب الأفكار الهدامة والمنحرفة فهم لا يأتون بصورة المنحرف أمام الضحايا، وإنما يظهرون بمظهر الحمل الوديع. ويتعين علينا محاربة الماسونية وفضح أفكارها الهدامة، فتلك المنظمة على أوساط معينة في المجتمعات العربية والخليجية مثل غيرها من الأفكار الهدامة كعبادة الشيطان لكن الماسونية أخطر من عبادة الشيطان. ● هل يجوز للمسلم الانتماء للماسونية ؟ - طبعاً لا يجوز شرعاً الانتماء لهذه المنظمة التي ترجع أصولها للصهيونية والإلحاد، فالماسونيون يخدمون الصهيونية لكنهم يظهرون خلاف ما يبطنون، فهم لا يظهرون الإلحاد لبعض المغفلين من أبناء المسلمين وإنما يقولون لهم ابقوا على معتقداتكم، وفي الوقت ذاته تستفيد الماسونية من مكانتهم الاجتماعية وخدمتهم للصهيونية بشكل أو بآخر. ● لماذا تركز الماسونية على الدول الخليجية ؟ - هم يركزون على طبقات معينة في المجتمعات التي يستهدفونها، لأنهم لا يستفيدون من العامة بل يتم التركيز على شخصيات معينة ولذلك جعلوا نظامهم سريا للغاية إلا في ما ندر حيث يظهرون أشياء معينة لاقتناص بعض الشخصيات. ● هل سيتم القبول بإقامة محافل ماسونية في الكويت أو الخليج العربي؟ - لا يجوز إقامة المحافل الماسونية لأن هذا كفر وإلحاد، وبعض من يحملون الفكر الماسوني صرحوا بإلحادهم وسعيهم للقضاء على الأديان بالكلية. فمن المعلوم من الدين بالضرورة ان الإسلام أتى بالتوحيد ومحاربة الشرك، فلا يجوز إقامة مثل هذه المحافل أو الانتماء لها. هم يعتمدون على نسيان الشعوب لخطر الماسونية فظنوا ان الناس انشغلوا في أمور وقضايا أخرى تعيشها الأمة، ويحاولون استغلال هذا الانشغال لاعتقادهم ان الناس نسوا خطرهم، لكن بفضل الله كلما ظهروا سيجدوا من يقمعهم ويحارب أفكارهم ويحذر عامة المسلمين منهم. ● ربما يقول قائل ولم تدخلون في حريات الناس الشخصية.. فكيف نرد عليهم؟ - الحرية لا تعني الخروج عن العقيدة ونشر أفكار الإلحاد والكفر والزندقة ومحاربة الدين وإباحة المحرمات، فهذه أمور لا تندرج بحال من الأحوال تحت بند الحرية. فحرية الإنسان محدودة بالحدود الشرعية التي حدها الإسلام. فالإسلام يعطي الحرية شريطة عدم الاعتداء على حريات الآخرين ولا على عقائدهم ولا نشر الأفكار الهدامة المنحرفة تحت دعوى الحرية. هناك بعض الأطراف الخارجية حاولت استغلال بعض الشخصيات التي لم تكن تحيط علماً بهذا الفكر المشبوه، والماسونية تستغل هذه الأمور والدخول من باب الحريات والتقاء الحضارات للتقرب من بعض الشخصيات. ● هل وجود مؤيدين للأفكار الماسونية يعد قصوراً من الدعاة الشرعيين؟ - لا شك ان هناك قصوراً من الدعاة للوصول لبعض الطبقات التي استطاعت الماسونية الوصول لها، فثمة شريحة غافلة عن أبنائها الذين قد يسافرون للدول الغربية وتتلقفهم الأفكار الهدامة، وهذا ما دعانا في مجلس نيابي سابق لاقتراح إنشاء الملاحق الدعوية في السفارات الكويتية في الخارج حتى يكون ثمة مرشدون دعويون للطلبة الكويتيين والعوائل الكويتية في الخارج بشكل يحميهم من هذه الأفكار. ● هل سيكون لتجمع ثوابت الأمة موقف في حال ظهرت أصوات كويتية تتبنى الأفكار الماسونية؟ - لا أعتقد أن يظهر أي شخص في دولنا الخليجية في العلن ويعلن تبني الأفكار الماسونية إلا إذا كان جاهلاً بما تحمله تلك الأفكار، ومع ذلك لو تبنى أحد هذا الفكر سيكون للتجمع موقف من هذا الفكر الخطير ومحاربته بشتى الوسائل المشروعة كما فعل في السابق لأن أي تبنٍ لهذا الفكر الماسوني أمر مخالف للشرع والقانون. ● كيف نحاور الشخصيات الماسونية؟ - إذا كان مسلماً فيجب تذكيره بالعقيدة الإسلامية، وتذكيره بأن الشرف في الانتماء لهذا الدين الإسلامي وليس الانتماء للأفكار الماسونية، فالمسلم يتشرف بأن الله أكرمه بالهداية لدين الإسلام. أي شخص يحاول ترويج بعض الأفكار ويحاول تجميل وجه الماسونية القبيح يجب الرد عليه بما ورد على لسان رموز الماسونية أنفسهم وهناك أبحاث وكتب فضحت الماسونية، وتاريخها مفضوح وغير مشرف حتى وان حاولوا إحاطته بالسرية، ولو كان فيها خير ما حرص أتباعها على هذه السرية. ● ما الرسالة التي توجهها للشخصيات غير الكويتية التي تحاول نشر الفكر الماسوني في الكويت مثل رئيس محفل نور الحكمة الملقب بالأستاذ الأعظم؟ - أقول له لن تفلح في الدعوة لهذا الفكر الماسوني في الكويت ولا في الخليج، لأنه بحمد الله أهل الخليج والدول العربية رسخت فيهم عقيدة الإسلام ولا يقبلون دخول أي عقيدة فاسدة عليهم مهما بلغ الأمر. ● وما رسالتك للكويتيين المتعاطفين مع الماسونية؟ - نحذر أبناءنا وشبابنا من الاغترار بأفكار الماسونية التي يتم الترويج لها بأي صورة كانت، ونحذرهم كذلك من جميع الأفكار الهدامة التي قد يتم اعتناقها أحياناً بسذاجة أو حسن نية أو حب الاستطلاع الذي يعقبه تورط في النهاية. ● وماذا عن الدور الرسمي؟ - على السلطات الرسمية منع انتشار هذه الأفكار والترويج لها، فمن الواجب عليها حماية أبنائنا من هذه الأفكار التي تهدم المجتمعات والعقائد.