* الوقت: ساعة من ساعات ليل جنوبي. * المكان: قرية نستني ولم أنسها. * المناسبة: زيارة ذكريات. * لا شيء في هذا المساء حالك السواد مؤنسا إلا صوت الرعد ونور برق وأصوات عربات أنهك اصحابها التعب. * الأوراق أمامي جاهزه لاستقبال عبثي في هذا الليل الماطر وصوت محمد عبده يأخذني مرغما لترديد ملحمته مع البدر نام القمر في وسادتك وذكرياتي مع هذا المساء دعتني إلى البحث مع ذاك البرق عن مبسم هيا. * الشبكة مع أول الغيث تختفي وسط البحث عنها من خلال التنقل في مقر سكناي، ولهذا صعب التواصل وصعب البحث عن أصحابنا في تويتر، فكانت عزلة مفروضة، سألت اليوم الثاني عن أسبابها فقال لي موظف الاستقبال ليتها تبقى على شبكة الاتصالات. * جميلة هذه القرية التي وإن نستني سأظل أحفظ لها كثيرا من الود كواحد من أبنائها الأوفياء ولم أضع الأوفياء بين قوسين حتى لا يأخذ الفضول أحدكم ويسأل ليه الأقواس. * الرحلة هذه المرة خالية من أصدقاء اعتدت على مرافقتهم فوجدت نفسي أكثر حرية وأكثر تصالحا مع نفسي لكن غير الجميل خط لا يرحم غفلة الثانية ثمنها باهظ. * في الرحلات يقولون عدة فوائد ورحلتي هذه المرة علمتني أن الأماكن تزداد جمالا عندما يكون الزائر لا يبحث عن سكانها ولا عن استراحاتها ولا فوائدها فهنا ربما خصوصية أخرى لمعنى أن تكون وحيدا. * بين الحقيقة والخيال يقول الرواة: من هنا مر أبوزيد الهلالي وهنا قبر كليب، لكن لتوثيق كل ذلك نحتاج إلى هيئة السياحة والتراث الوطني التي يجب أن تعرف أن الوطن فيه كنوز من الآثار. * في رحلة البحث عن بعض بعضي هذا المساء وجدت أن الانفراد بالنفس أحيانا يصنع حوارا جميلا، الأجمل فيه أن تحاكم ذاتك من خلال نص تتحرر في كتابته من سؤال الطرف الآخر: ماذا تعني. * وماذا تعني.. لها عند الإعلاميين قصص وحكايات أكثرنا معرفة بها الزميل العزيز خلف الحربي والذي رافق أبطال سيلفي في شهر رمضان في كتابة حلقات مثيرة للجدل قاسم جدلها المشترك ماذا تعني. * وفي عز هذا الحوار مع الذات عادت الشبكة فعدت لتويتر وغردت شعرا ونثرا، ولكن كانت الخاتمة من حساب شاعر رمز لنفسه ((شاعر محنك)): نضيق لكن ف النهاية رجاجيل لا زاد ظلم الوقت ردنا صلابه * شكرا قريتي والتي وإن ضاقت عليها الجغرافيا سينصفها التاريخ.