عيدنا..واتس اب ! عبدالرزاق سعيد حسنين قد لا نختلف في أن لوسائل التواصل الإجتماعي فوائد ومساوئ جمة ، إذ صارت في متناول الجميع شباباً وشيبة ، حتى أصبحت وأمست الشغل الشاغل للمجتمع من حولنا ، ولكل منا ميوله الخاصة لوسيلة التواصل التي يجد نفسه بارعاً فيها أحياناً ، وكما أن للنساء عشقهن للإنستقرام والسناب شات اللذان صارا لا يفارقنهن حتى في مطابخهن وعلى موائد العائلة ، وبطريقة أقرب للهوس أو الإدمان غزت وسائل التواصل المختلفة معظم بيوتنا ، وليتنا نستخدمها فيما ينفع ويثري ثقافتنا وقد تعددت البرامج الدينية والتفاسير والتلاوات القرآنية لمشاهير القراء والمتداولة عبر وسائل التواصل والتي تعد من إيجابيات هذا العصر التقني ، وما شدني للتطرق لهذا الموضوع ، ما لمسته هذا العام والسنوات القليلة الماضية من إكتفاء البعض بالمباركة والتهاني عبر تلك الوسائل فقط ، وفي ذلك من وجهة نظري سبيل متوقع لقطع أواصر الرحم التي أوصانا بها ديننا الإسلامي الحنيف ، والغريب في ذلك أن البعض صار يكتفي بمعايدة وتهنئة والديه عبر وسائل التواصل ، بما يعد عقوقاً مبطناً ، بعد أن كنا إلى زمن قريب نحرص على تبادل الزيارات بين الأهل والأحباب ، وهنا تعود بي الذكريات لسنوات مضت إذ سكنت في مخطط لم تشمله شبكة الهاتف ولم يكن متوفر الهاتف الجوال وكنا نتبادل الزيارات الفعلية بين سكان المخطط وبمجرد دخول الهواتف لمنازلنا بدأت تلك الزيارات في الإندثار والإكتفاء بالتواصل عبر الهواتف ، وبالعودة لذكرياتنا قديماً في تواصل الأهالي في حواري زمان وجمال تواصلنا والألفة بيننا والبساطة التي كنا نعيشها يوم كانت أبواب منازلنا مشرعة لإستقبال الضيف في أيام مناسبات العيد وغيرها ، والحديث عن الذكريات يطول أختتمه بالصلاة على النبي الهاشمي محمد وآله وصحبه وسلم..