في خبر متقن كتبه الأستاذ كمال قبيسي لـ«العربية نت» نطالع معلومات عن أقدم كائن حي على الأرض «قتل» بخطأ علمي! التفاصيل تقول إنه مر على هذه الأرض كائن عاش فيها أكثر من خمسة قرون، وكان يمكن أن يمتد به العمر أكثر، لولا خطأ ارتكبه بحقه علماء بريطانيون عام عثروا عليه قبل سبع سنوات، وكان الخطأ قاتلا، فبسببه مات الأقدم عمرا بين الكائنات، وضاعت فرصة نادرة للتعرف على أسراره. الكائن هو حيوان رخوي كان داخل قوقعة صدف محارية عثر عليها فريق من علماء البيولوجيا تابع لجامعة (بانغور) البريطانية في أواخر 2006 قرب سواحل آيسلندا. أرادوا التعرف إلى عمر القوقعة من خلال إحصاء عدد الخطوط فيها، باعتبار كل خط يعادل سنة، فتحوا غطائي القوقعة الصدفية لمعرفة عدد ما فيهما من خطوط دائرية، وبفتحهما مات الرخوي، فلم يهتم الدارسون لموته لأن القوقعة كانت الأهم، اكتشفوا أن عدد الخطوط من الداخل كان 507 أي أنه حي على الأرض منذ أزيد من خمسة قرون. الرخوي المعمر هذا ولد بعد سبع سنوات على اكتشاف كولومبوس القارة الأميركية، وهو عام 1499 الذي سقطت فيه غرناطة، آخر ممالك المسلمين في الجزيرة الإيبرية. لو كان هذا الرخوي يتكلم أو يفهم ويقدر على الإخبار عما رأى وسمع..! هناك أشجار معمرة بعضها يصل لنحو 300 سنة، هذه الكائنات الحية، وهناك شواهد نحتية وعمارات مرت عليها أزمنة ودهور. هناك، قبل هذا اللزج البحري المعمر، سلاحف عاشت مئات السنين، وهناك حتى بشر يعمرون إلى ما يقارب المائة وخمسين عاما، وحين يتحدثون عن الماضي تشعر وكأنهم يقولون لك الأشياء بطريقة تغاير ما قيل لك في الكتب والتكوين المدرسي والثقافي. يتحدثون بحرارة، ومحدودية، النظرة الفردية البشرية. من قال إن ما قيل قد قيل كله؟ ما زال الماضي حافلا بالاكتشافات والأسرار، وما زال لديه المزيد ليقوله لنا، وحتى اليوم يعاد فحص رفات نابليون، لمعرفة كيف مات، وما زالت توابيت الفراعنة ومحنطات ملوكها تفشي الأسرار. الماضي ليس حجرا صامتا، هو حي حين كان، وهو حي الآن، وهو ما يحرك الحاضر، انظر فقط لصراعات المسلمين الآن بين بعضهم لترى صرخات الماضي وثاراته هي السوط المحفز الذي يسوق الناس. قال المتنبي: صحب الناس قبلنا ذا الزمانا وعناهم من شأنه ما عنانا وتولوا بغصة كلهم منه وإن سر بعضهم أحيانا