قد يكون هذا العنوان ملتبساً بعض الشئ ، هل من الممكن تبييض الارهاب ؟ هل من الممكن شرعنة عمليات القتل والسحل ؟ التي تقوم بها المنظمات الارهابية ، هذا المقال يحاول ان يجيب علي هذا السؤال ، ونحن نقول نعم هناك من المنظمات الدولية وفي ظل الفوضي الخلاقة تقوم بهذا الدور، ولكن قبل ذلك لا بد من توضيح بعض المفاهيم. كلمة تبييض او غسيل استخدمت قبل عقدين من الزمان لكشف وفضح عصابات الجريمة المنظمة وعصابات بيع المخدرات او الرشوة أو الاموال العامة المختلسة والتي عملت تلك العصابات على اضفاء الشرعية على الاموال المحرمة عن طريق استبدالها او استثمارها او تحويلها وبالتالي يمكن تداولها بشكل طبيعي واخراجها من الجانب المحرم دولياً. اما القضية الثانية فهي موضوع حقوق الانسان هذا المصطلح الذي ارتفع رصيده مع خروج مصطلح الارهاب أي ان هناك تزامنا في هذين المصطلحين ؟، وموقفنا من قضية حقوق الانسان هو موقف عقائدي وديني وليس سياسياً يتغير مع تغير الظروف والمصالح فديننا الاسلامي الحنيف احترم حياة الانسان فقضية حق الانسان في الحياة هي من اولوياتنا فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه ومن قتل نفساً بغير نفس او فسادا في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعاً حيث ساوى بين قتل الانسان وقتل الناس جميعا تأكيداً على احترام الاسلام للحق في الحياة ، وكذلك في موضوع حق الاعتقاد حيث يقول سبحانه وتعالى لا اكراه في الدين وقوله تعالى في سورة الكافرون لكم دينكم ولي دين اما في قضية المساواة بين الناس فلنا في موقف الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عندما خاطب ابن والي مصر عمرو بن العاص الذي اعتدى على أحد المواطنين بقوله متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مليئة بالشواهد على احترام حقوق الانسان وقبل ان يظهر ما يسمى الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، وبالتالي يأتي ايماننا بهذا الموضوع من جانب عقائدي حتى لا يدعي مدعي بأننا ضد هذه المباديء الانسانية عندما نوضح موقف منظمات حقوق الانسان تلك في تبييض الارهاب . نعم هناك منظمات دولية همها الاول او الدور المرسوم لها هو أضفاء الشرعية على أعمال الارهاب التي تقوم بها بعض التنظيمات الارهابية مثل داعش والقاعدة والنصرة وحزب الله والحشد الشعبي والحوثيين وغيرهم من منظمات ، كيف ذلك ؟ منظمات حقوق الانسان العالمية مثل منظمة العفو الدولية (أمنستي) مراقبة حقوق الانسان (هيومن رايتس ووش) وغيرها من منظمات دولية هي من تقوم بهذا الدور ، فهذه المنظمات عندما تقوم أي دولة بعد الاعمال الارهابية التي تقوم بها تلك المنظمات الارهابية في القبض على المتورطين وتقديمهم للعدالة تهب تلك المنظمات بحملات اعلامية منظمة ضد تلك الدولة ويتم تحريك المنظمات التي على شاكلتهم في سبيل ممارسة ضغوط على تلك الدول لاجل اطلاق سراح المتورطين في تلك الاعمال تحت دعاوي حقوق الانسان ، وتحريك بعض الآليات التي تم تصميمها لارهاب تلك الدول التي لا تنصاع وتنفذ رغبات الدول الكبرى سواء في شراء الاسلحة منها او الانصياع لسياساتها الدولية ، أن هذه المنظمات الدولية تم صناعتها لاجل تحقيق أجندات سياسية للدول الكبرى وخدمة أجهزة المخابرات لتلك الدول وبالتالي ان ما تقوم به تلك المنظمات هو تبييض أعمال المنظمات الارهابية عن طريق الدفاع عن قيادات المنظمات الارهابية ،والسؤال الذي نطرحه هو لماذا لا تمارس هذه المنظمات الضغط على الكيان الصهيوني الذي يمارس ارهاب دوله ضد الشعب الفلسطيني على مدى ستة عقود ولا نرى أي أثر لهذه المنظمات وكذلك الحال مع النظام الايراني الذي يمارس القتل والتعسف في حق المواطنين العرب في الاحواز أو ما يقوم به النظام العراقي الطائفي من عمليات الاعدام بحق أهل السنة بالعراق ؟ فهذه المنظمات تقوم بشرعنة تلك الاعمال الارهابية تحت دعوى الدفاع عن حقوق الانسان.