منذ زمن ليس بالقصير كان الكثير من أهالي الأحساء يترددون على العاصمة القطرية الدوحة سواء أكان لزيارة قريب أو صديق أو للتبادل التجاري رغم بساطته في ذلك الوقت. وكانت أكبر معضلة يصادفونها هي قضية السكن. وفي ذلك الوقت كان الكثير منهم يحلون ضيوفا على أشقائهم من دولة قطر, ولكن كان جزء منهم يعاني ندرة الفنادق المتاحة في ذلك الوقت والتي هي في الحقيقة أقرب للبيوت منها للفنادق. ويضطر الكثير إلى زيارة مدينة الدوحة والعودة في نفس اليوم. وقبل عدة عقود وفي بداية الطفرة الاقتصادية في دولة قطر الشقيقة تم بناء فندق شيراتون الدوحة والذي كان أحد أجمل الفنادق من ناحية التصميم أو الموقع المميز. ومع مرور الوقت أصبح الفندق هو أكثر الفنادق المعروفة والمشهورة في دول الخليج. فإن كنت تزور الدوحة فستراه بوضوح من مسافة بعيدة لشموخه على شاطئ الخليج العربي وكونه أعلى بناية يراها كل زائر. وإضافة لذلك فقد كان الكل يرى صورة الفندق على شاشات تلفزيون قطر. ومع الوقت أصبح شيراتون الدوحة هو الملتقى لكل زائر. حيث أصبح العنوان الذي يلتقي فيه الكثير حتى لو لم يكن من ساكنيه. وبمعنى آخر وهو أنه ومنذ عقود فأي زائر للعاصمة القطرية فلا بد له من زيارة شيراتون الدوحة والذي أصبح يمثل أهم معلم سياحي. وبعد زيادة التوسع العمراني في قطر وخاصة في مدينة الدوحة أصبح فندق الشيراتون هو أحد المحركات التي استند إليها الكثير من رجال الاعمال وأصبح مشروع الفندق يعتبر كمرجع للكثير من المستثمرين في أغلب الأمور فيما يخص جدوى الاستثمار, خاصة أن فندق الشيراتون تم فيه عقد الكثير من المؤتمرات والندوات. وأقامت فيه الكثير من المنتخبات الخليجية معسكراتها في وقت كانت دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم تمثل كأس العالم بالنسبة للمواطن الخليجي. وقد أصبح هذا الفندق أحد أهم عوامل الجذب السياحي للمواطن الخليجي الذي يبحث عن الجودة في وقت كانت أعداد الفنادق ذات التصنيف العالي غير موجودة في مدينة الدوحة. ويرى الكثير أن هذا الفندق أصبح في نهاية الأمر وبصورة غير مباشرة أحد محركي الفرص الاستثمارية في دولة قطر. ولكن السؤال يبقى أين ذهب فندق شيراتون الدوحة؟ في الوقت الحالي أصبح من الصعوبة رؤية فندق الشيراتون بالعاصمة القطرية الدوحة في أفق الكورنيش الجميل. وتم بناء مبان شاهقة وفنادق أعلى وأكبر بكثير من هذا الفندق. رغم أن فندق الشيراتون حافظ على رونقه وجماله ولا يزال يعتبر وجهة دائمة للكثير, إلا أنه وببساطة اختفي عن الأبصار عندما تقف بمواجهة الشاطئ بسبب الطفرة العمرانية التي شهدتها العاصمة القطرية. واصبحت العاصمة القطرية الدوحة في وقتنا الحالي احدى العواصم التي يوجد بها أفخم الفنادق وأكثرها تنوعا في العالم. وكانت البداية عبارة عن فندق اسمه (شيراتون الدوحة).. وفي المقال التالي سنتحدث عن الأحساء وطفرة الصناعة الفندقية.