تشهد ناحية كبيسة، 70 كلم غرب الرمادي، انتفاضة شعبية ضد مسلحي تنظيم داعش الذين يسيطرون عليها منذ أكثر من عشرة أشهر. ودعا عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية محمد الكربولي، الحكومة إلى إسناد عشائر كبيسة. وقال الكربولي لـ«الشرق الأوسط»: «أخبار انتفاضة أبناء كبيسة ضد مجرمي (داعش) أثلجت صدورنا وقوت عزيمتنا وزفت بشائر تحرير مدن الأنبار في القريب العاجل، وهو دليل على أن أهل الأنبار مصممون على استئصال سرطان التنظيم الإرهابي من جسد المحافظة». وأضاف الكربولي أن «على الحكومة وقيادتي العمليات المشتركة والجزيرة والبادية تعزيز جسور الثقة ودعم وإسناد مقاتلي العشائر الأنبارية في كبيسة وباقي مدن الأنبار التواقة إلى التحرر من عصابات (داعش) الإجرامية». وكانت مصادر أمنية وعشائرية تحدثت أمس عن مقتل ما يسمى «والي ناحية كبيسة» في تنظيم داعش وثلاثة من مساعديه باشتباكات مسلحة مع عشائر الناحية، بينما أشارت المصادر إلى أن تلك العشائر دعت عبر المساجد إلى الثورة ضد التنظيم الإجرامي. في غضون ذلك، استعدت القوات الأمنية العراقية لاقتحام منطقة في الطرف الغربي لمدينة الرمادي تمهيدا لاقتحام المدينة وتحريرها من قبضة تنظيم داعش، ودعت الأهالي إلى الخروج من المنطقة. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية المشتركة تمكنت أمس من الوصول إلى مستودع النفط قرب منطقة الخمسة كيلو». وأضاف أن «تلك القوات وجهت نداءاته للأهالي المحاصرين عبر مكبرات الصوت بالخروج من المنطقة استعدادًا لاقتحامها من قبل قواتنا الأمنية المشتركة». وأشار العيساوي إلى أن معارك تحرير مدينة الرمادي مستمرة ولن تتوقف وأن هناك قوة مشتركة من قوات الجيش وأبناء العشائر تمكنت من اقتحام منطقة البوعيثة شمالي مدينة الرمادي بعد معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم داعش إلا أن وجود العبوات الناسفة والطرق المفخخة يبطئ من تقدم القوات الأمنية إلى داخل المدينة انطلاقًا من الخط الدولي السريع وباتجاه الساحات التي كانت تقام فيها الاعتصامات عند حدود المدينة. من جهته، أعلن نائب قائد الفرقة الذهبية بمحافظة الأنبار، العميد عبد الأمير الخزرجي، عن سيطرة قواته على مناطق جنوب غربي مدينة الرمادي والاستعداد للدخول إلى وسط المدينة. وقال الخزرجي لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الفرقة الذهبية تسيطر بالكامل على منطقتي الطاش الأول والطاش الثانية جنوب غربي مدينة الرمادي»، وأوضح أن «معنويات المقاتلين عالية جدا وهم الآن قريبون من حي التأميم داخل المدينة». وأضاف الخزرجي: أن «الفرقة الذهبية كبدت تنظيم داعش خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات، وأن التنظيم ترك خلفه جثث قتلاه ومعداته مرمية بالشوارع، وأن الفرقة الذهبية تمكنت من تحرير منطقة الطاش جنوب مدينة الرمادي، وقتلت 27 عنصرا من عناصر تنظيم داعش. من جانب آخر دمرت القوات العراقية المشتركة مقر قيادة عمليات تنظيم داعش وسط مدينة الرمادي، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من مسلحي التنظيم. وقال قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت لـ«الشرق الأوسط» إن «خلية استخبارات الشرطة الاتحادية وبالتنسيق مع مدفعية الميدان وطيران الجيش دمرت مقر قيادة العمليات التابع لتنظيم داعش في مدينة الرمادي، وإن الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من القياديين وعناصر التنظيم وحرق وتدمير 7 عجلات». في السياق ذاته، كشف مصدر في قيادة عمليات الأنبار عن انطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق لتطهير مناطق وقرى واقعة عند المحور الشمالي الشرقي لمدينة الرمادي من «داعش» وعزل هذه المناطق عن مدينة الفلوجة ثاني أكبر مدن الأنبار. وقال المصدر إن «القوات الأمنية من الجيش والشرطة والقوات المساندة لها نفذت ظهر أمس عملية عسكرية واسعة النطاق لتطهير منطقة الحامضية والمناطق التي تقع خلف الجسر الياباني في ناحية الصقلاوية والطريق الدولي في المحور الشمالي الشرقي للرمادي وعزل هذه المناطق عن مدينة الفلوجة وقطع خطوط تموين تنظيم داعش بشكل كامل». وفي تطور أمني لاحق أمس، قال الملازم في مكافحة إجرام الأنبار عبد الله خضير زبار العلواني لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات المشتركة باتت على مشارف مقر اللواء الثامن وجسر ناظم الورار غرب الرمادي». وأضاف العلواني إن «القوات العراقية المشتركة نفذت إنزالا جويًا في عملية تهدف إلى استعادة السيطرة على ناظم الورار وسد الرمادي وتواصل القوات تقدمها نحو مدينة الرمادي وباتت على مشارف مقر اللواء الثامن وجسر الورار».