×
محافظة الحدود الشمالية

ناقة تقتل 4 أشخاص من أسرة واحدة

صورة الخبر

حرب "اللوبي".. معركة أخرى بصدد البدء، موقعها "الكبيتول هيل"، حيث إن المشرّعين الأميركيين سيعكفون على فحص إحدى أهم الوثائق التي تعرض على الكونغرس قبل أن يتجهوا إلى إجازتهم الصيفية. الوثيقة النووية المهمة التي ما فتئت تثير جدلاً كبيراً، ويتردد صداها هنا وهناك، سيكون أمام أعضاء الكونغرس ستون يوماً من أجل الموافقة عليها أو رفضها، وعند ذلك سيتجه الرئيس أوباما لاستخدام حق النقض "الفيتو" وهو الاحتمال المرجح، ويستطيع الكونغرس نقض النقض إذا استطاع مجلس الشيوخ ضمان تصويت الثلثين أي تصويت 67 عضواً. وفي واقع الأمر فإن تمرير الاتفاق النووي أو رفضه منوط بتفاهمات عميقة تدار من خارج المؤسسة التشريعية الأميركية، تلك التفاهمات تقودها جماعات الضغط "اللوبيات" التي في الحقيقة قادرة على فرض نفوذها وإرادتها وتوجيه السياسة الأميركية باتجاه مصالحها، بشكل قد تصبح معه السلطات العليا للبيت الأبيض مكبلة أو معطلة. وإذ ما عدنا إلى حقيقة التقارب الأميركي - الإيراني فإننا يجب أن نعلم بأن النتيجة التي نحن اليوم بصددها بعودة العلاقات بين واشنطن وطهران يعود الفضل فيها إلى مبادرة قادها "صندوق روكفلر" - نسبة إلى عائلة روكفلر أيقونة صناعة النفط الأميركية -، إذ أطلق من خلالها "مشروع إيران" بعد 11 سبتمبر، وتم رصد ملايين الدولارات خلال عقد من الزمن من أجل إيجاد اتفاق نووي بين كل من الولايات المتحدة وإيران، شارك في صياغته منذ ذلك الوقت شخصيات مثل جواد ظريف، ووليام بيرنز الذي صاغ الاتفاق المرحلي في 2013. إذن ما بدأه "اللوبي" لا بد أن ينهيه، لكن من شأن الشخص أن يبدأ في أمر ما يخصه، لكن من الصعب أن يحدد شكل النهاية التي يريد.. وبالعودة إلى الاتفاق فإننا أمام حرب حقيقية أطرافها شركات أميركية يسيل لعابها للنفط الإيراني ستدفع بأقصى قوتها لتمرير الاتفاق مهما كلف الأمر. يقابل ذلك جماعات الضغط الأخرى التي لا تقل أهمية أو نفوذاً عن لوبي النفط، ونعني بالتأكيد هنا اللوبي الإسرائيلي الذي يدير امبراطورية عملاقة ذات نفوذ قوي لاسيما على مستوى "وول ستريت" والجامعات ووسائل الإعلام ومراكز البحوث، وباستطاعتها التأثير بشدة على مجريات الأمور داخل الكونغرس، وقد يلتقي ذلك مع رغبة الجمهوريين الذين انتقد زعيمهم في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل الاتفاق النووي مع إيران بوصفه اتفاقاً سيئاً للغاية، وبالتالي فنحن أمام تجاذبات شرسة، وتضارب وتقاطع في المصالح، وفي خضم هذا المشهد، أين موقعنا نحن؟