رغم أنف أعداء الفرح، مرت أيام عيد الفطر المبارك على دولة الإمارات العربية المتحدة بفرح وأمن وأمان، كما اعتاد أهل الإمارات أن يحتفلوا بأعيادهم ومناسباتهم السعيدة، غير آبهين بتهديدات أعداء الفرح، وصانعي الرعب ومصدريه إلى قلوب البشر. حاول المرجفون أن يرسلوا رسائل تبث الرعب والخوف في نفوس أهل الإمارات الطيبين الآمنين المطمأنين في ظل قيادتهم الرشيدة وحكومتهم القوية، وفي نفوس المقيمين على أرضها الطيبة الآمنة، كي يمنعوهم من الاحتفال بعيد فطرهم الذي شرع الله لهم فيه الفرح والبهجة، فخاب مسعاهم ورد الله كيدهم في نحورهم. أوجع المتطرفين والإرهابيين موقف الإمارات المبدئي والحازم من التطرف والإرهاب، فانطلقت كلابهم المسعورة تهدد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتوعد بالانتقام لاقتصاص عدالة قضاء الإمارات من إرهابية حاولت تهديد أمن الإمارات وزعزعة استقرارها في يوم وطني مجيد، له ما له في نفوس أهل الإمارات والعرب جميعاً، وظن الإرهابيون أن أهل الإمارات والمقيمين على أرضها سيفزعون ويلزمون بيوتهم في يوم العيد الذي أمرهم الله أن يحتفلوا فيه بفطرهم وانقضاء شهر صيامهم، فخاب ظنهم، وخرج الناس للاحتفال، وامتلأت بهم المراكز التجارية والأسواق وأماكن الترفيه. لم تحرك تهديدات الإرهابيين المسعورين شعرة واحدة في أهل الإمارات والمقيمين على أرضها، بل الذي تحرك هو حقد الإرهابيين الذين أوجعتهم ضربة رجال أمن الإمارات الذين كشفوا حقيقة شبحهم الذي ضللوه وجندوه لزعزعة أمن الإمارات وتهديد استقرارها في يومها الوطني المجيد، وأوجعهم حكم قضاء الإمارات الحازم، وأوجعهم قرار قيادة الإمارات بتنفيذ الحكم، كي يكون رادعاً لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الإمارات واستقرارها، وتشويه سمعتها التي قامت على توفير الأمن والأمان والاستقرار لمواطنيها، ولكل من يقيم على أرضها، فكان هذا الأمن والأمان هو قمة إنجازاتها، وأول عوامل نجاحها. نحن ندرك أنه لا توجد بقعة على وجه الأرض في مأمن من محاولات الإرهابيين ضربها وتهديد أمنها، ونعلم أن الإرهاب قد غطى الأرض من أقصاها إلى أدناها، لأن الإرهابيين المتطرفين يعملون في الظلام، ويكرهون النور الذي يعيش فيه الناس المعتلون الأسوياء، ومن يعمل في الظلام تخيب معه مرات، لكنها قد تصيب مرة، لأن من يعيش في الظلام يعمل وهو زائغ العينين مرتجف الأصابع، لكنه يستغل طيبة الذين يعيشون في النور وحبهم للحياة واحتفاءهم بالفرح، فيضرب ضربته على حين غرة ويهرب. ومع هذا فنحن واثقون من يقظة رجال أمن الإمارات الذين يواصلون الليل بالنهار لكشف مخططات خفافيش الظلام، وإحباط مساعيهم الخبيثة، ووأدها في مهدها، وجعلها حسرات عليهم. كما أننا واثقون من وعي أهل الإمارات والمقيمين على أرضها، وحرصهم على أمن وطنهم والأرض التي يحبونها كما يحبون أبناءهم، ويحرصون عليها كما يحرصون على سلامة أبنائهم، ويفتدونها بأرواحهم كما يفدتون أبناءهم. نحن نعيش في دولة الإمارات التي كانت وستبقى عصية على مخططات الإرهابيين، بعيدة عن أياديهم القذرة الغادرة، ولن تحرك تهديداتهم شعرة فينا، بل ستزيدنا كرهاً لهم، وحرصاً على حماية هذا البلد الطيب من شرورهم. وقد أثبت قادة دولة الإمارات أنهم أصحاب مواقف ثابتة من التطرف. قضوا على بؤره في مهدها، وقدموا قادته ورعاته وتنظيماته السرية إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل والعقاب الذي يستحقون. كما أثبت رجال أمن الإمارات كفاءتهم، وأكدوا يقظتهم، وأظهروا تفوقهم على خطط الإرهابيين خلال الفترة الماضية، وما زالوا يقفون لهم بالمرصاد، مستعدين لمواجهتهم في كل لحظة. بقي علينا نحن المواطنين والمقيمين أن نكون أكثر يقظة ووعياً خلال الفترة المقبلة، لأن الضربات التي وجهتها دولة الإمارات للإرهاب والتطرف خلال الفترة الماضية كانت قوية وموجعة، لذلك فإن المتطرفين والإرهابيين لن يكفوا عن المحاولة، وسيواصلون بث تهديداتهم لنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي يتسللون منها إلى ضعاف النفوس لاستدراجهم، ويحاولون بث الرعب من خلالها في نفوسنا، ظناً منهم أنهم قادرون على زعزعة ثقتنا بأنفسنا وأجهزة أمننا. لذلك على كل واحد منا، مواطناً كان أو مقيماً، أن يكون عيناً حارسة على الوطن، أميناً عليه، يكمل دور رجال الأمن ويعينهم على إنجاز مهمتهم، فبدون هذا الدور تبقى الدائرة غير مكتملة، وبدونه تبقى هناك ثغرة في أمن وطننا، يمكن أن يستغلها المتطرفون والإرهابيون لتهديد أمن الوطن واستقراره، والنفاذ منها لتحقيق مآربهم الدنيئة، وأهدافهم الخبيثة. لا نتوقع أن محاولات الإرهابيين ستتوقف، بل نظنها ستزداد، فكلما حقق رجال أمننا نجاحاً في إفشال خططهم، زادوا حقداً على دولتنا ورجالها، وعلا نباحهم في وسائل التواصل الاجتماعي التي تستغلها كلابهم لتوجيه التهديدات إلى بلدنا الآمن المستقر. لذلك نتمنى على جميع المواطنين والمقيمين ألا يعينوهم على تحقيق أهدافهم عبر إعادة نشر هذه التغريدات والتهديدات التي يهدفون من ورائها إلى بث الخوف في النفوس، كي يصوروا للعالم أننا نعيش في بلد لا يتمتع بالأمن، ولا يوفر الأمان لمن يعيش فيه، فالعمليات الأخيرة التي قام بها الإرهابيون في بعض الدول الخليجية الشقيقة، إنما تدل على مرحلة اليأس التي يعيشها المتطرفون في هذه المرحلة، إلى درجة أنهم يقومون بتفجير أنفسهم قبل أن يصلوا إلى النقطة التي يستهدفونها من التفجير، وهذه لعمري قمة حالة اليأس التي يعيشونها ويكتوون بها. حفظ الله دولة الإمارات وقادتها وأهلها والمقيمين على أرضها من شر الإرهاب ومكره. وكل عام والوطن بخير وأمان.