قالت الاخصائية الاجتماعية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي، أمل الفقاعي، إن إهمال الأسرة ونبذها للابن المدمن لهما عواقب سيئة، خصوصاً في حالات إدمان الفتيات، لأن ذلك يدفعها إلى التورط أكثر في هذا الفخ، وجعلها عرضة للاستغلال بشكل متكرر. الفحص الدوري بدأت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أخيراً، تطبيق برنامج الفحص الدوري، الذي يمثل نافذة إيجابية أمام الأفراد الذين يريدون الإفلات من فخ المخدرات، أو الأسر التي تريد إنقاذ أبنائها أو الاطمئنان عليهم. ويخضع للفحص الدوري مدمنون سابقون ومحكومون وأشخاص لم تسجل ضدهم قضايا، لكنهم استفادوا من القانون الاتحادي الذي يعفي من يتقدم من تلقاء نفسه، أو يبلغ عنه أحد أقاربه للفحص، فتتم متابعته ومساعدته على الشفاء، دون تحريك دعوى ضده. وكشفت عن واقعة استغلال شابة عمرها 26 عاماً، بسبب إهمال أهلها لها منذ أن كانت في سن الـ13، إذ تعرف إليها شخص واستدرجها إلى المخدرات، والآن هي موجودة خلف القضبان، لافتة إلى أن علاج المرأة من الإدمان أصعب كثيراً من الرجل، لأنها تتعرض لكثير من المواقف التي تؤثر في نفسيتها وتتركها شبه محطمة، خصوصاً لو تخلى أهلها عنها. وأوضحت الفقاعي أن هذه الفتاة ضُبطت برفقة متعاطٍ للمخدرات قبضت عليه فرق مكافحة المخدرات، وحينما أخضعت للفحص تبين أنها أيضاً مدمنة، ما أصابها بحالة هستيرية، خوفاً من ردة فعل أهلها إذا علموا بأنها محتجزة بسبب التعاطي، وعند استجوابها أفادت بأن صديقها هو الذي استدرجها إلى هذا الطريق، وصدقته لأنها تحبه. وأضافت: أحيلت الفتاة إلينا لدراسة حالتها، وبحث حلول لها، وتبين من خلال الحديث إليها والتحقق من وضعها الأسري، أنها كانت الابنة المدللة في العائلة كونها الصغرى، وأن التدليل الزائد أدى إلى انحرافها عن الطريق الصحيح وهي في سن مبكرة، حيث تعرفت إلى شباب غرباء، وتصرفت بطريقة غير سليمة. وأشارت إلى أن أسرتها عالجت خطأها (التدليل الزائد) بخطأ أكبر، إذ تحولت المعاملة من التدليل إلى العقاب الصارم مثل الضرب، ما أتى بنتيجة عكسية أسفرت عن هروبها من منزل الأسرة أكثر من مرة، لتعيش مع غرباء كما هجرت دراستها، إلى أن استسلم أهلها للواقع المؤلم وقاطعوها وأهملوها كلياً، وفي ظل عدم وجود من ينفق عليها لجأت للتعرف إلى أشخاص للقيام بهذا الدور مقابل تنازلات اضطرت إليها، حتى تعرفت إلى شاب استأجر لها شقة، وانخرطت معه في حياة ماجنة دفعتها إلى تعاطي المخدرات، وهتك العرض بالرضا، إلى أن قبض عليها معه بتهمة التعاطي. وقالت الفقاعي: الأسرة اختارت الحلول السهلة في جميع مراحل هذه المأساة، فدللتها وهي طفلة، وأهملتها وهي مراهقة، ونبذتها وهي امرأة، في حين أن الاحتواء هو الموقف الذي يجب أن يتخذه الأهل مع مثل هذه الحالات، لأن الجانبين شريكان في الخطأ منذ البداية، فالفتاة لم تجد أياً منهم لينصحها، أو يوجهها، ويساعدها على تمييز الخطأ من الصواب وهي صغيرة. وأشارت إلى أن الشابة ضبطت في مرحلة التعاطي، ويمكن مساعدتها وإعادة دمجها، حتى لا تتحول إلى مدمنة في مرحلة تالية، وربما مروجة حتى تنفق على نفسها، مؤكدة أهمية دور الأسرة في احتضانها وإعادة دمجها في المجتمع حتى لا تتفاقم حالتها، لافتة إلى أن الإدارة تحرص على تقديم الدعم لهذه الحالات، حتى لا تتحول بسبب خطأ أسري إلى مجرمين.