أبت جماعات العنف والإرهاب في مصر إلا أن تعكر صفو الاحتفال بعيد الفطر، فخلفت في اشتباكاتها مع الأهالي ورجال الشرطة في يومه الأول ستة قتلى وعشرات المصابين، ولم تراع المناسبة الدينية التي ينتظرها المسلمون عقب صيام رمضان. وتأتي هذه العمليات القذرة التي أعقبت استهداف القنصلية الإيطالية في قلب العاصمة المصرية، واغتيال النائب العام، ثم استهداف أكمنة الجيش شمال سيناء في إطار خطة ممنهجة لنشر الفوضى والخوف وضرب الاستقرار في مصر. إن مخطط العبوات الناسفة والسيارات المفخخة ضد سفارات بعض الدول ذات العلاقة الطيبة مع القاهرة، والمناطق السياحية والمرافق الحيوية، يهدف إلى الإضرار بالاقتصاد المصري، من خلال ضرب السياحة التي تشكل رافدا رئيسا من إجمالي الدخل القومي لمصر، في الوقت الذي تعاني فيه موازنتها العامة من عجز كبير فضلا عن ارتفاع الدين المحلي. ورغم استمرار التظاهرات والمواجهات وسقوط الضحايا، واستهداف مؤسسات الدولة، وتخطيط جماعات الإرهاب لاغتيال شخصيات سياسية وإعلامية، فإن مصر تعي تماما هذه المخططات المشبوهة، وتقف لها بالمرصاد من خلال يقظة أجهزتها الأمنية واستعدادها الدائم لتوفير الحماية الكاملة، إلا أنها تحتاج وبدون شك إلى دعم عربي ودولي لمواجهة إرهاب (الصدمات المفاجئة).