×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة جازان تشارك في ملتقى السلامة الثاني بالدمام

صورة الخبر

لعل ما حدث في جنوب الرياض وفي جدة ومكة من شغب إثـر حملة تصحيح أوضاع العمالة غير النظامية يكفي بأن ندق ناقوس الخطر ونؤكد على أهمية تظافر الجهود في هذا الجانب. وقد يتساءل البعض مستنكرا عن سبب تكدس كل هذه العشوائية في أحياء مدننا وتصبح الإجابات مشتتة في الغالب لذهن القارئ الذي تجده إثر ذلك إما متعاطفا معها أو مندفعا في سخطه حتى يصل إلى إعلان السأم من كل مقيم غير سعودي. لذلك فإنني في البدء أستثني جميـع من يحترمون أنظمة وقوانين البلد من المقيمين وخاصة من تجمعنا بهم علاقة الجوار. وأبدأ بتوضيح سبب هذه الكمية المهولة من العمالة المتخلفة والمخالفة، فإذا كان موقع بلادنا الديني هو سبب وجود المتخلفين للعمرة والحج فما هو سبب وجود المخالفين لأنظمة الإقامة واختيار بلادنا بالذات خصوصا من الجاليتين الأفريقية والآسيوية. السبب في الحقيقة يكمن في وجود كثير من الأحياء العشوائية والمساكن غير المرقمة، فطالما أنه لم يتم تفعيل دور عمدة الحي في حصر المساكن بساكنيها عمليا والكترونيا وهدم الأحواش والبؤر الشعبية، فإن جهود البلدية ووزارة الداخلية في اصطياد هذه العمالة لن يجدي نفعا وستعود هذه العمالة في رمضان القادم لتعيد السيناريو نفسه وتلعب لعبة الأربعين حرامي والمطاردة بالشواكيش والسيوف وينتهي بها الأمر معززة مكرمة وذلك بترحيلها مجانا على نفقة بلادي الكريمة. وبدلا من ذلك كان من الحكمة إجبار بلدانهم على دفع قيمة تذاكرهم ومعاقبتهم بالغرامة والسجن ويكون هذا إحدى الاتفاقيات المبرمة بيننا وبين البلاد الإسلامية حتى تتعاون معنا في توعيتهم بمخاطر التخلف ومخالفة أنظمتنا. وإذا ضرب بكلام العبدة الفقيرة إلى الله عرض الحائط التي تدعي أنها (مرجانة)، وعلقت الرسائل العلمية التي تحث وتطالب بما أطالب به على أرفف المكتبات، ويظهر بوادر هذا اليأس من مقاطع الفيديو المنتشرة لعمالة سائبة طفح فيها الكيل وهي تنتظر موعد رحلتها، والمواطنون محتجزون في بيوتهم أو سياراتهم في بعض أحياء جنوب الرياض يشتكون من عدم وجود دوريات أمنية.. هذا ما ظهـر إلى السطح بعد استخدام السواطير. وأتمنى أن لا يطول الانتظار إلى أن تستخدم الخادمات المخالفات السواطير ذاتها، خاصة إذا عرفنا أن أعدادهن قد تفوق أعداد العمال السائبين وخطرهن أكبر وأعمق، وكان الحل الأيسر توظيف نساء مهمتهن اكتشافهن والتبليغ عنهن. وموقنة أن الكثيرين يعرفون أوكارهن ومنهم رجال أمن وجوازات يتعاملون معهن لخدمة بيوتهم بدون إقامة!.