أعلن في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الذي استهدف سوقاً مكتظة الجمعة، في حي خان بني سعد جنوب بعقوبة، إلى 250 قتيلاً وجريحاً وفقدان 20 آخرين، في وقت وعد رئيسا الوزراء والبرلمان باستئصال «داعش» من البلاد. وشيّعت ديالى ضحايا التفجير أمس بمشاركة عائلات الضحايا ومسؤولين محللين وسط ادانة سياسية للاعتداء. وقال العبادي إن «عصابات داعش الإرهابية ارتكبت الجمعة جريمة نكراء بالتفجير الإرهابي الذي طاول المدنيين في ناحية خان بني سعد في ديالى بعد الانتصارات التي حققتها قواتنا البطلة في كل القطعات ومنها عملية تحرير الأنبار». وأضاف أن «العصابات الإرهابية لن يكون لها مكان في بلدنا وسننال منهم ومن جريمتهم النكراء ولن يفلتوا من العقاب وسيزيد إجرامهم من عزمنا على ملاحقتهم في ساحات القتال وفي كل شبر من أرض العراق حتى القضاء على آخر إرهابي». ودان رئيس البرلمان سليم الجبوري التفجير في بيان قائلاً «في الوقت الذي ندين وبأشد عبارات الشجب واﻻستنكار التفجير الإجرامي البشع الذي استهدف أهلنا وأحباءنا في ناحية بني سعد، فإننا نؤكد أن محاولات تنظيم داعش الإرهابي في زعزعة أمن ديالى عبر الضرب على وتر الطائفية المقيت لن يزيدها الا إصراراً على رفض هذا النهج ومقارعته واستئصاله من أرض العراق الطاهرة، والتمسك بعرى الوطن ووحدة شعبه». ودعا أهالي ديالى إلى «رص الصف وتفويت الفرصة على هذا التنظيم الإجرامي في تحقيق أهدافه ومحاوﻻته البائسة الهادفة إلى إعادة الفوضى إلى هذه المحافظة العزيزة». ودان ائتلاف «متحدون للإصلاح» بزعامة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي أمس تفجير سيارة مفخخة في خان بني سعد، وقال الائتلاف في بيان إن «ائتلاف متحدون للإصلاح يدين ويستنكر بأشد العبارات الجريمة الوحشية الإرهابية التي نفذت ضد مواطنين أبرياء في سوق خان بني سعد في محافظة ديالى»، مشيراً إلى أن «تزامن هذا الفعل الإرهابي مع عيد الفطر المبارك يؤكد السقوط الأخلاقي والقيمي للإرهابيين». وأكد البيان «التعاون والتآزر ونبذ كل أسباب الفرقة والتناحر للقضاء النهائي على تنظيم داعش الإرهابي وعلى الفساد والمفسدين الذين يشكلون الوجه الآخر لداعش». وأعلن تنظيم داعش على تويتر أمس مسؤوليته عن التفجير، ونقلت مواقع تابعة للتنظيم أيضاً على الإنترنت أن «أكثر من 180 من الروافض قتلوا وأصيبوا بعملية انتحارية على تجمع لميليشياتهم في منطقة خان بني سعد وأن العملية تأتي ثاراً لمجزرة الروافض بحق أهل السنة في الحويجة». في غضون ذلك أعلن محافظ ديالى مثنى التميمي الحداد ثلاثة أيام على «أرواح الشهداء»، فيما دان رئيسا الوزراء والبرلمان التفجير «الإرهابي» واكدا أن الهجوم «يزيد من اصرارنا على تطهير البلاد من إرهاب داعش». وأعلن قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي أمس عن تشكيل لجنة تحقيق عليا في التفجير، مؤكداً عدم التهاون مع أي تقصير في حماية المدنيين، وأن القوات الأمنية اتخذت اجراءات مكثفة لحماية الأسواق الشعبية. ويعتبر الهجوم الذي تبناه «داعش» عبر انتحاري استخدم ثلاثة أطنان في التفجير، الأعنف منذ عامين بعد أن فجّر انتحاري سيارة مفخخة في سوق شعبية في ناحية الخالص شمال شرقي ديالى وأسفر عن مقتل وإصابة المئات. وجدد النائب عن ديالى فرات ياسين في تصريح إلى «الحياة» دعوته إلى «شن حملة أمنية واسعة ضد خلايا مسلحة لداعش في ديالى». وأضاف «حذرنا من هجمات دامية قد تطاول مئات الأبرياء بسبب وجود خلايا مسلحة لتنظيم داعش، ونجدد دعوتنا لحملة أمنية تستأصل هذه الخلايا التي باتت تشكل نواة مهمة للتنظيم الإرهابي في ديالى». إلى ذلك أعلنت قيادة عمليات بغداد «مقتل 11 إرهابياً في جنوب ناظم 28 نيسان، ومنطقة عودة الشكر قرب مركز شرطة النعيمية غرب بغداد». وأضاف المتحدث باسم القوات المشتركة العميد سعد معن في بيان أن «قوة من الفوج الأول في اللواء 59 تمكّنت من تفجير 52 عبوة ناسفة في منطقة البودرع شمال التاجي»، فيما أعلنت مصادر أمنية تفكيك سيارة مفخخة واعتقال سائقها. وأوضحت المصادر أن القوات الأمنية «تمكّنت من إلقاء القبض على إرهابي ومعه سيارة مفخخة نوع كيا 2011 في منطقة الضباط بحي العامل (جنوب غربي بغداد)، وبداخلها عشرات الكيلوغرامات من المواد الشديدة الانفجار». وفي محافظة صلاح الدين أعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة لوزارة الداخلية أن «قوة من الشرطة الاتحادية قتلت ثلاثة انتحاريين في اشتباك مسلح وقع قرب مطعم شعبي في قضاء بيجي» غرب البلاد، فيما قالت كتائب حزب الله المنضوية في الحشد الشعبي إن «استعادة السيطرة على مصفاة بيجي لم تبدأ بعد، وإن العمليات الجارية في شمال القضاء ستحدد العمليات المقبلة». وأضاف المتحدث العسكري باسم الكتائب جعفر الحسيني أن «القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي تعمل حالياً على معالجة بعض الجيوب الإرهابية في منطقة الحاوي والبوجواري شمال قضاء بيجي، وأن معركة تحرير مصفاة بيجي لم تبدأ بعد». وتؤكد قيادات أمنية أن قوات الجيش والحشد الشعبي يسيطرون على نحو 40 في المئة من مساحة مصفاة بيجي النفطية، بينما يخضع تنظيم «داعش» نحو 60 في المئة منه. في سياق متصل، قتل تنظيم «داعش» مواطنين اثنين وأصاب عشرة آخرين بجروح في مقبرة وادي عقاب غرب مدينة الموصل. وأضاف مصدر أمني أن الاشتباكات وقعت على خلفية منع مسلحي التنظيم المواطنين من زيارة قبور موتاهم في عيد الفطر، بدعوى أن زيارتها شركاً وبدعة. في موازاة ذلك أعلنت قوات البيشمركة إنها قصفت معاقل وتجمعات لمسلحي «داعش» في عدد من القرى التابعة لبلدة تللسقف (30 كم شمال الموصل) ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 مسلحاً. وأكد آمر قيادة قوات سبيلك في بيشمركة كردستان، اللواء طارق سليمان، أن «سلاح المدفعية شن قصفاً مكثفاً على معاقل وتجمعات مسلحي تنظيم داعش في عدد من القرى التابعة للبلدة ما أسفر عن قتل أكثر من 20 مسلحاً وجرح عشرات آخرين في قرى فلفل وحسن جلاد وخليل حاجة وكاني شيرين وكفروك».