احتفلت الدول العربية - عدا المغرب وسلطنة عمان - أمس الجمعة بعيد الفطر المبارك، وأدى نحو مليوني مصل صلاة العيد في الحرم المكي الشريف، وسط أجواء من الطمأنينة والأمن والبهجة، يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما أدى أكثر من مليون مصل صلاة العيد في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة. وفي وقت سابق، قال الملك سلمان بن عبدالعزيز، في كلمة له بمناسبة العيد، إن احتفاء المسلمين كافة بعيد الفطر، هو مظهر من مظاهر التلاحم، وعنصر من عناصر الوحدة بين سائر أبناء الأمة الإسلامية، وحدة تجمع المسلمين مهما اختلفت أماكنهم ولغاتهم، وتنشر معاني التراحم والتعاطف والمحبة والسلام، باعتبارها من قيم الإسلام النبيلة التي دعا الناس إليها قبل أربعة عشر قرناً، وتربى عليها المسلمون وتعلموها ودعا أن يعيده الله على الجميع وقد التأمت جراحات أمتنا الإسلامية، وتحقق لها ما تصبو إليه من عز وتمكين واستقرار وسلام. وأوضح الملك سلمان إن السعودية ستظل واحة أمن تقوم بواجبها بتعزيز روح المحبة والوئام وتضميد الجراح، والعمل على تحقيق مبادئ العدل والسلام، ومكافحة الإرهاب، حتى ينعم العالم بالأمن والاستقرار والرخاء. وأضاف حملت هذه البلاد، السعودية، همّ الأمة الإسلامية منذ توحيدها ولاتزال، مستشعرة موقعها في قلب العالم الإسلامي، وخدمتها للحرمين الشريفين، فلا غروَ أن كانت ولاتزال وستستمر حريصة على خدمة الإسلام، والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة، والدفاع عن قضاياهم المشروعة وفي مقدمتها قضية فلسطين، خاصة في هذا الوقت الدقيق الذي تمر به أمتنا العربية والإسلامية. وقال إن السعودية يحدوها الأمل في تحقيق المعاني السامية للتضامن، وتوحيد الصف والكلمة استجابة لنداء الحق تبارك وتعالى في قوله واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا. وأشار إلى أنه اليوم أمتنا العربية والإسلامية بأمس الحاجة إلى التمسك بمبادئها على نحو ما كانت عليه في عصور القوة والمنعة، لتقف في وجه التنظيمات الشريرة، منبع التطرف والإرهاب، ولن يتأتى ذلك إلا بتضافر الجهود، وتوحيد الكلمة، وتغليب جانب العقل والحكمة، لنجنب أوطاننا وشعوبنا هذه الفتن، فديننا دين محبة وسلام، يدعو إلى تقبل الآخر واحترامه والتعايش معه. يذكر أن الملك سلمان غادر مكة المكرمة، إلى جدة. وفي الكويت، وبعد أدائه صلاة العيد في مسجد الدولة الكبير، تفقد الشيخ صباح الأحمد، لواء مبارك المدرع الخامس عشر بمنطقة عريفجان، وقام بجولة على عدد من الآليات والمدرعات العسكرية في ميدان اللواء 15، كما زار نادي ضباط الحرس الوطني، ونادي ضباط الشرطة. وفي المنامة أدى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وكبار المسؤولين في المملكة صلاة العيد في مصلى العيد بقصر الصخير. وأكد الخطيب على المعاني السامية لعيد الفطر، داعياً الله أن يديم على المملكة وشعبها الامن والأمان ويحقق لها ما تصبو إليه من عزة وتقدم وازدهار في ظل قيادته الحكيمة. وفي ليبيا شهدت الجوامع والساحات إقامة صلاة العيد بمختلف المدن والمناطق أمس. وركز أغلب الخطباء على الدعوة الى التسامح وحقن الدماء والعفو والتصالح ونبذ العنف والتطرف. ودعا الأئمة والمصلين الله أن يمن على ليبيا بالأمن والاستقرار. واحتفل الجزائريون بالعيد وسط أجواء من الخشوع والتكافل والبهجة والتضامن وغبطة الأطفال بالملابس الجديدة. وتوجهت جموع الجزائريين منذ الصباح الباكر إلى المساجد والساحات لأداء صلاة العيد في وقت أدى فيه رئيس الحكومة عبدالمالك سلال ورئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح ورئيس البرلمان محمد العيد آل خليفة الصلاة في المسجد الكبير وسط العاصمة رفقة عدد من أعضاء الحكومة والسلك الدبلوماسي الاسلامي المعتمد في الجزائر. ودعا إمام المسجد الكبير المصلين إلى استغلال العيد فرصة للتكافل والتراحم بين الجزائريين كما طالب بإطفاء نار الفتنة في منطقة غرداية جنوبي البلاد بعد الأحداث الاليمة التي شهدتها أخيراً. وفي تونس حالت حالة الطوارئ المفروضة في البلاد دون أداء الصلاة في الساحات العامة. وفي السودان دعا الرئيس عمر البشير جميع المواطنين لاستئناف الحوار السياسي والمجتمعي، وأن يسود التضامن والتسامح، والتصافي بين مختلف فئات وقطاعات الشعب من أجل وئام وطني شامل، يحل فيه التآلف بين الجميع. وناشد البشير، في الكلمة التي وجَّهها، للشعب بمناسبة العيد الجميع، بمد الأيدي والتسامح، وأن يكون شعارهم: لا لإراقة الدماء نعم للحوار بروح التعافي والسمو الروحي، دعماً لوحدة أهل السودان، وترسيخاً لقيمه. وكالات