أطلقت الحكومة الألمانية برنامجا خاصا بقيمة 12 مليون يورو يهدف لتوفير إمكانيات الرعاية والتأهيل وإيجاد بيئة مناسبة لدمج اللاجئين الأطفال والقصّر -الذين يصلون البلاد من دون مرافق- في المجتمع الألماني. وشاركتوزيرتا الأسرة والاندماجفي تدشين البرنامج الذي انطلق تحت شعار "مرحبا بكم لدى أصدقائكم" في احتفال أقيم أمس الخميس ببيت الثقافة والفنون في حي كرويتسبيرغ الشعبي بالعاصمة الألمانية برلين. ويمثل هذا البرنامج الجديد مشروعا مشتركا بين الحكومة الألمانية ووقفية الأطفال والناشئة الألمان، ويتولى من خلال ستة مراكز موزعة على عدة مدن مساعدة الإدارات المحلية والمؤسسات التربوية وجمعيات ومراكز اللاجئين في استيعاب اللاجئين القصّر وتأهيلهم، ودمجهم بالمجالات المختلفة في المجتمع الألماني. لاجئون قصّر يتحدثون عن تجاربهم أثناء حفل إطلاق البرنامج(الجزيرة) رعاية وتعليم وقدرت وزيرة الاندماج الألمانية أيدين أوزغوز عدد اللاجئين القصّر بثلث أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا خلال العام الماضي، وقالت إن عددهم عام 2014 وصل إلى نحو 18 ألف طفل وقاصر، معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان وإريتريا. وأشارت في تصريح للجزيرة نت إلى حاجة هؤلاء الأطفال والقصّر إلى مساعدات أولية بمجالات التعليم والمعيشة والتأقلم الاجتماعي. من جانبها، قالت وزيرة الأسرة الألمانية مانويلا شفايسغ -في حديثها للجزيرة نت- إن وزارتها عازمة على توفير سبل الدعم والرعاية للاجئين القصّر، ومرافقتهم نحو المستقبل في طريق خال من الخوف وبإمكانيات تعليمية جيدة. وتعهدت الوزيرة - أثناء إطلاق البرنامج الجديد- بتيسير حياة الأطفال الذين وصلوا إلى ألمانيا "فرارا من الحروب والملاحقات والفقر ببلدانهم"، وأعلنت عزمها إصدار قانون لإقامة اللاجئين القصّر بلا مرافق في مراكز خاصة بعموم ألمانيا بدلا من مراكز اللجوء العادية. وقالت إنها ستدعم منح هؤلاء الأطفال والناشئة إقامة دائمة بألمانيا، وحصول كل لاجئ قاصر على فرصة تعليمية مناسبة. الأطفال السوريون مع أسرهم أو بلا مرافق يمثلون شريحة كبيرة من اللاجئين في ألمانيا(الجزيرة) دور الرياضة وتحدث عدد من اللاجئينأثناء عرضهم نماذج فنية صمموها عن تجارب معاناتهم خلال رحلات لجوئهم الطويلة قبل الاستقرار في ألمانيا، وعن تطلعاتهم للأمان والحياة الطبيعية بمجتمعهم الجديد، بينما شددت وزيرة الاندماج أوزغوز -وهي من أصل تركي- على الدور الكبير للرياضة في دمج اللاجئين القصّر. وأشارت أوزغوز إلى أن تصدر قضية اللجوء والهجرة صدارة النقاشات المجتمعية والإعلامية، وتطور أداء مكاتب الأجانب مقارنة بما كان موجودا في سنوات طفولتها يعكسان مظهرا للتحول الإيجابي في ثقافة الترحيب بالمهاجرين واللاجئين في ألمانيا. ولفتت إلى أن هذه الثقافة تعززت وانتشرت على نطاق واسع من خلال استعداد مئات الآلاف من بين 23 مليون ألماني مسجلين بالأعمال التطوعية لمساعدة اللاجئين لأسباب مختلفة. الوزيرتان الألمانيتانمع لاجئين إريتريينأثناء تدشين البرنامج(الجزيرة) أعداد متزايدة من جانبها، قالت رئيسة الاتحاد الألماني لرعاية اللاجئين القصّر بلا مرافق أولريكا شفارتسإن الفترة من بداية العام الجاري حتى نهاية أبريل/نيسان الماضي شهدت وصول أكثر من 1170 طفلا وقاصرا بلا مرافق إلى ألمانيا. وأشارت في حديثها للجزيرة نت إلى أن عدد الأطفال والناشئة تحت 18 عاما -الذين وصلوا إلى ألمانيا سواء مع أسرهم أو بلا مرافق عام 2014- زاد على 36 ألف شخص. وقالت إن ارتفاع أعداد اللاجئين من هذه الفئة العمرية واكبته زيادة دعم الحكومة الألمانية للمؤسسات العاملة في مجال تقديم المساعدة والاستشارات لهؤلاء اللاجئين القصّر.