×
محافظة المنطقة الشرقية

«السماوي» يدخل أجواء معسكر هولندا اليوم

صورة الخبر

القاهرة - الخليج: تجتذب حلقات السمك المنتشرة في العديد من المدن الساحلية المصرية زبائنها كل صباح، بأصوات باعتها المتناغمة، وأسماكها الصابحة الخارجة لتوها من البحر، لا فرق في ذلك بين أيام الصيام وباقي شهور العام. تتزين حلقة السمك مع انتصاف شهر الصيام، حيث يقبل المصريون على تناول الأسماك بمختلف أنواعها، في النصف الثاني من رمضان، وهي الفترة التي تبدأ فيها صفقات شراء أنواع معينة من الأسماك لتخليلها استعداداً لعيد الفطر، الذي يقبل أبناء السواحل فيه بنهم شديد على تناول الأسماك المملحة. وتنتشر أسواق الأسماك المعروفة محلياً باسم الحلقة في المدن الساحلية المصرية، بداية من الإسكندرية ومروراً بمدن القناة ودمياط، وغيرها من المدن المطلة على ساحل البحر الأحمر، حيث يعرض الباعة بضائعهم من الأسماك الطازجة يومياً، وحيث الصراع بين كبار التجار، الذين يمثلون في حقيقة الأمر الأسماك الكبيرة، وصغار الباعة الذين يكتفون بالفتات من الأرباح يومياً، ولسان حالهم يقول: السوق مثل البحر. وتعد حلقة السمك الكائنة بحي الجمرك أو الأنفوشي في مدينة الإسكندرية، الأشهر بين حلقات الأسماك المنتشرة في مصر، حيث تستقبل يومياً آلاف الزائرين يتنوعون ما بين أولاد بلد، أو سائحين هرعوا إلى الإسكندرية في أيام الصيف القائظ بحثاً عن نسمة هواء عليلة. ويتدفق زوار حلقة الأنفوشي عليها لشراء احتياجاتهم من الأسماك والكائنات البحرية في الساعات الأولى من الصباح، وفي أثناء إجراء المزايدات على طاولات الأسماك التي يحضرها الصيادون إلى السوق. وتتم المزايدات عادة في الساعات الأولى من الصباح الباكر بعد الفجر بقليل، حيث تعلو أصوات التجار، كل يعرض سعره في البضاعة المعروضة أمامه من الأسماك الطازجة التي تم اصطيادها غالباً في الليل. ولا يوجد شيء ثابت في حلقة السمك، فكل شيء قابل للتفاوض في السعر، ويقول مصطفى الناغية أحد تجار الأسماك في مدينة الإسماعيلية إن كبار التجار يحددون أسعار الأسماك، عبر المزايدات التي تتم عادة في الفجر، قبل أن يصل تجار التجزئة الصغار، ليشتروا من هؤلاء التجار فيما بعد، ويعرضوا بضاعتهم في السوق، على أمل الحصول على هامش ربح من حصيلة البيع. ويتفنن أبناء السواحل في مصر في طهي مختلف أنواع الأسماك، التي تتنوع ما بين المشوي بأنواعه والمسلوق أو المدفون في الأرز، كما يتفننون في صناعة أشهى أنواع الحساء من المحار وغيره من الكائنات البحرية الأخرى، ووضعها على مائدة الطعام باعتبارها مقبلات قبل الوجبات الرئيسية. ويظل عالم حلقة السمك في كل حال يمثل نموذجاً واضحاً، يحاكي في حقيقته عالم البحر، حيث الكبير يلتهم الضعيف إذا ما كان جائعاً، وحيث الكبار لا يتركون للصغار عادة سوى النزر اليسير أو الفتات، لا فرق في ذلك بين شهر الصيام وبقية شهور العام.