×
محافظة المنطقة الشرقية

تنظيم “القاعدة” يتبنى قتل 14 جنديا جزائريا في كمين نصبه

صورة الخبر

للصائم أفراح تولد كل يوم على موائد الإفطار، فرحة بإتمام صيامه، وفرحة بفطره، وحين ينقضي الشهر الكريم، تتجلى الفرحة الكبرى بعيد الفطر المبارك، ويأخذ التعبير عن الفرحة بالعيد أشكالاً عدة منها ما هو إيجابي والآخر عكس ذلك، ويبالغ البعض في التعبير عن فرحته فيقيم الولائم التي تكلف مبالغ باهظة، ومعها يخسر الصائم جزءا كبيرا مما استفاده صحياً ونفسياً وسلوكياً، فقد علمهم الصيام الصبر وتقنين المأكل والمشرب وترويض النفس بالبعد عن الملذات، فترى ممارسة الكثير منا خلال أيام العيد، وكأنها نسف لكل تلك الفوائد الربانية التي جناها طوال الشهر الكريم، وهنا لا بد من القول بأن عدم التكلف في وليمة العيد هو ما يدعو إليه الطب وعلماء الاجتماع . أكل ٌ طيب د.خالد بن سعود الحليبي -مدير مركز التنمية الأسرية بالأحساء- بيّن أن يوم العيد يبدأ بالزيارات الودية التي يتذكر فيها الإنسان أحبابه وأرحامه وأصدقاءه، وامتدح من يجعل الرطب والتين في مقدمة مطعوماته في يوم العيد واصفاً إياها بالطيبة والصحية، فيما يتناول البعض مأكولات مليئة بالدسم والسكريات المضاعفة، معتبراً بأن الأخيرة تعود على آكلها بالوبال، داعياً إلى التوازن بين هذا وذاك، وان نعرف ما يصلح لنا. مبالغات ورفض د.خالد المبالغات الزائدة فيما يقدم في وجبة العيد، من حيث الأنواع الفاخرة التي تشترى بمئات أو ألوف الريالات، فتصبح عبئاً إضافياً على كواهل أولياء الأمور، وربما تسببت في إحداث مشكلات بين الزوجين، وكانت سبيلا للمباهاة الاجتماعية وكسر قلب الفقير، أو حتى متوسط الحال، أما الولائم الأسرية فمن الجميل جدا أن يجمع الأب أولاده جميعا (الأسرة الممتدة) على غداء العيد أو العشاء في مكان جميل بقدر استطاعته، ودون إسراف، فإن لذلك أنساً وتآلفاً ومودة وتقارب نفوس، ويفرح بذلك شيب الأسرة بقرّة أعينهم بأولادهم وأحفادهم، وشبابهم وأطفالهم بالالتقاء بقرنائهم. تهذيب د.احمد محمد اللويمي -أكاديمي وكاتب- وصف العيد بانه استثمار للمجهود والمهارات التي كسبها الانسان في رمضان ،فإذا لم يستطع الإنسان الاحتفال بهذه المهارات وسرعان ما يخسرها بالهبوط لمستوى النهم والجشع والاستغراق في الملذات، وهنا لابد من الدعوة في العيد للاستمرار في أخلاق رمضان من الوسطية والاعتدال في الطعام، فالاعتدال يعني المحافظة على الصحة الجسدية والنفسية. عادة تتأرجح وقال عبدالمنعم الحسين -مشرف تربوي - : ان عادات مجتمعنا في يوم العيد تتأرجح بين الأشياء الإيجابية الجميلة، ومن ذلك التزاور والتواصل، وصلة الرحم، والمعايدات، وتبادلها الحقيقي الاجتماعي الذي يحقق المقاصد من العيد من إظهار الشعيرة بالفرحة والابتهاج والتغلب على كل الأحزان والمواقف التي مرت في العام، وإظهار سمو النفس بالتسامح والعفو وإظهار الإخوة والرحمة والشفقة وبر الوالدين وجو الأسرة والجيرة. تحتاج للتوعية واستدرك الحسين معرباً عن أسفه من دخول بعض العادات غير المناسبة التي تحتاج مزيداً من الضبط والتوعية، ومن ذلك مثلا الاستعداد ليوم العيد بالمزيد من المأكولات والحلويات والسكر والأطباق المنوعة والعصائر والمشروبات ذات السكريات العالية، والدهنيات والأصباغ والملونات التي هي بلا شك مضرة على الجسم، خاصة مع صباح يوم العيد بعد أن اعتادت المعدة لمدة شهر كامل على الصوم والحمية والتوقف عن الطعام في النهار، فبدون مقدمات يتسابق البيت في إعداد وشراء كميات أكثر من الحاجة ما يغري ويشجع الأفراد والصغار على التهام المزيد من الكعك، وأنواع لا حصر لها من أطباق الشكولاتة والكريمات والنشويات والدهون والسكريات، وتناول المزيد من المنبهات من الشاي والقهوة. غداء مبكر وأشار إلى ظاهرة غير صحية، وهي الدعوات المبكرة على تناول وجبة ليست بالإفطار وإنما الغداء المبكر وقت الصباح الباكر بوجبة دسمة من الأرز واللحوم الدسمة والمشروبات الغازية والمثلجات، ما يحدث معه أحيانا من صعوبات في الهضم أو تلبكات معوية وتقلصات ما قد يذهب البعض بها إلى المشافي وللأسف من جراء الفوضى في المأكولات بسبب تلك العادات، وحتماً فإن في ذلك كله كلفة مادية قد يتحملها الشخص. ودعا الحسين إلى التوازن والعودة إلى الأصول والطبيعة وتناول الرطب والتمرات بتوازن وتقديم الحلويات قليلة السعرات الحرارية أو المجهزة في المنازل وبمكونات أقل في الدهون والنشويات التي يفرط في استخدامها المطاعم والحلويات غير عابئين بصحة متناوليها على المدى القصير والطويل، وقدر الإمكان تكون مرتبطة بمنتجنا وهو التمر، بحيث يقدم معمول التمر والحلويات التي تعتمد على التمر والتحلية بالدبس تشجيعا للمنتجات المحلية بدل من الاعتماد على المستورد الضار غير النافع، أيضا الحرص على تناول الفاكهة والتوقف عن تقديم المشروبات الغازية. وجبات أقل ضرراً وحث الحسين على استبدال الكبسات والمفطحات عالية الدهون في أول يوم عيد الفطر بتقديم وجبات شعبية تعتمد على الأرز الأسمر والحساء وكميات معقولة من اللحوم والمرق ووجبات الثريد، والأكلات الشعبية مثل المفلّق وتقديم السلطات التي تساعد على الاستمرار في نظام صحي يحقق النجاح الذي تم التوصل له في رمضان ولا يكسر النظام الغذائي من أول يوم فطر، بل نحاول الاستفادة من المناسبة للتغيير للأفضل والتحول إلى نظام صحي يساعد في تحقيق الوقاية من أمراض العصر من السمنة والضغط والسكر وغيرها من الأمراض الناتجة من الفوضى التي نمارسها ونكرسها بممارساتنا الغذائية. لنجتمع بدون وليمة ولفت م.نعيم المطوع -رجل أعمال - إلى أن وجبة العيد هدفها الأساس هو اجتماع الأهل والأصدقاء والأحبة، مؤكداً على أهمية الابتعاد عن المبالغة في الوجبة لكي لايضيع هدفها الحقيقي، وأضاف أن الوجبة هي وسيلة للاجتماع وصلة الرحم وليست غاية، ومن هنا يجب التركيز على الجانب الاجتماعي ورؤية بعضنا للآخر. وتابع انه يجب ألا نتبهرج كثيراً بالوليمة وحجمها وكلفتها، رغم أن وجودها أمر مستحسن لكن بدون مبالغات. وشدد على ضرورة الابتعاد عن ثقافة أننا لا نجتمع إلا بوليمة، معتبراً أن الوليمة يجب أن تكون شيئاً مكملاً وليس رئيساً. وأكد م.نعيم على معقولية الوليمة وعدم المبالغة إلى الحد الذي يضطر البعض إلى تحميل نفسه أكثر من طاقته المادية كله للظهور بمظهر الكرم أو البهرجة.