السبحة المكية والعمة والسديرية الحجازية زي انتشر بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة وأصبح كثير من أهالي مكة يداومون على ارتدائه لتعزيز الهوية الثقافية المكية. الزي لاقى استحسان المعتمرين والزوار وحرصوا على اقتنائه وارتدائه ليتربع بذلك على عرش السلع المستهلكة والمعروضة في المنطقة المركزية ويكون الرغبة الأولى للمعتمرين. "الاقتصادية" قامت بجولة على الأسواق في المنطقة المركزية والتقت خلال الجولة بعدد من الباعة وأصحاب المحال، حيث قال عبدالستار شفيق بائع في محل ملابس إنه باع أعداداً كبيرة من السديريات والعمة الحجازية التي زاد الطلب عليها في موسم العمرة وتراوح قيمتها بين 50 و 200 ريال حسب الحجم والنوع، مشيرا إلى أن مشتريي هذا الزي غالبهم من الدول الآسيوية والإفريقية. وبين شفيق أن الخليجيين يركزون في الغالب على شراء الهدايا التذكارية كالسبحة وعبوات زمزم الصغيرة وكذلك يقومون بشراء السجاد والعطور. أما محمد كمال بائع في المنطقة المركزية فيرى أن السلعة الوحيدة التي يتفق الزوار والمعتمرون كافة على شرائها هي زمزم، مشيرا إلى أن تنوع عبوات زمزم واختلاف أشكالها ووجود بعضها في أشكال جذابة كلها عوامل أسهمت في حركة البيع من جديد؛ لأن الناس ينظرون إلى زمزم على أنها أفضل الهدايا التي يمكن أن يقدمها العائد من مكة لذويهم وأحبابهم. من جهته أوضح فهد المحمد صاحب محل عبايات أن سوق العبايات لا تشهد حركة كبيرة في المنطقة المركزية إلا أنه رغم ضعف الإقبال فإنه ينحصر على الخليجيين وبعض الدول الإفريقية كموريتانيا والنيجر، حيث إنهم يتهادونها بينهم ويعتبرونها زيا مميزا كما يفتخرون بلبسها. من جهة أخرى استاء عدد من المعتمرين من ارتفاع الأسعار في المنطقة المركزية بشكل عام وعدم جودة بعض المعروضات، حيث قال المعتمر مصطفى الطويلات إنه ذهب مع أصدقائه للتسوق في جدة، «حيث فوجئنا بالفارق الكبير في الأسعار ولا ندري لماذا ترتفع الأسعار بهذا الشكل في المنطقة المركزية؟» ويكمل «عندما أخبرت بعض الناس بشرائي من جدة فوجئت بأن الكثير من المعتمرين الذين سبق أن أتوا إلى مكة يقومون بالتسوق في جدة خاصة المعتمرين القادمين من النيجر فإنهم يذهبون في جماعات إلى جدة ويتسوقون من هناك».