ربما تكون جدة المدينة الوحيدة في العالم التي تنام على حال وتصحو على اخر او هي كما قال زائر لها قبل نصف قرن مدينة متسامحة تحب الجميع وترفض الوجوه المتجهمة ..! سكنتني هذه المدينة قبل ان اسكنها كنت احلم بزيارتها في اعقاب نهاية كل عام دراسي ولم اعرف انني ساكون في زمن ما احد سكانها القريبين منها جدا .. ليلة من ليالي رمضان تجولت في وسط مدينة جدة وتذكرت حكايات كانت تقال لنا عن اهل جدة الطيبين حكايات فيها من البساطة والطيبة ما تجعلك تحبهم رغم انفك ..! تجولت في تلك الشوارع العتيقة والتقيت بجيل لم تنسه الحضارة عادة الاولين وان كان بعضهم طور في الاهازيج مواكبة للعصر، فثمة من ادخل هيا تعال على التسويق للبليلة وثمة من ادخل دستور يا الساحل الغربي على بعض الحلويات لكن الروح تظل واحدة روح جدة واهل جدة .. فاتنة هذه المدينة في شكلها ومضمونها يحبها زائرها كحب ساكنها لها اما انا فبت منغمسا في عشقها لدرجة انني اردد مع البدر لو اقول العشق جدة ما كذبت ..! ما يحز في النفس ان بيننا من يتعامل مع جدة (بشوفة نفس) وامثال هؤلاء قد نحيلهم الى محاكمة النفس عبر بحر شكل وعي زواره مثل ما منح جدة وسكانها ميزة ..! في كتب البحارة لجدة مساحة وفي ذاكرة الزوار بعض من ملامح جدة التي هي في الاصل كما قال طاهر زمخشري قصيدة مقفاة لم يكتبها شاعر ..! احاول من حين الى اخر ان اكتب ذاتي من خلال جدة التي عرفت بها ان للمدن ذاكرة وعرفت من خلالها ان الابجدية تسعة وعشرون حرفا وليس ثمانية وعشرين ..! جلت مع الاحبة في وسط البلد فكانت الاهزوجة هيا تعال هي الرائجة والاكثر تداولا فقلت لمن رافقني الاعلام الرياضي الاكثر تأثيرا ولم يجادل بقدر ما قال كلها من ناصر الشمراني ..! المشكلة التي نعاني منها في جدة الزحام الشديد الذي يجعلك تعيش مشوار النصف ساعة اكثر من ساعتين او تزيد .. ايضا وهذه مشكلة اخرى تباين الاسعار من محل الى اخر رغم ان الخامة واحدة والشارع واحد لاسيما في ايام العيد التي يصل فيها الغش الى قمته دون ان نجد من يقول احم احم نحن هنا ..! اسأل كواحد من الناس متى نتجاوز الزحام يا جدة ..؟ اسأل كواحد من المتألمين الى متى والاسعار تتفاوت من محل الى اخر..؟ واخيرا من يجيب عن السؤالين بكل موضوعية ادعوه لمرافقتي محمولا مكفولا الى وادي قنونا ثاني العيد..! كل عام وانتم من الماء للماء بخير ..! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات، 636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 251 مسافة ثم الرسالة