أمرت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، تسيفي حوطوبيلي، المسؤولين عن تنظيم مراسم الاستقبال لضيوف إسرائيل الرسميين، بإلزامهم بزيارة حائط المبكى (البراق) في القدس الشرقية، واعتبارها جزءا من برنامج الزيارة. وحسب مصادر في الوزارة، فإن حوطوبيلي استغربت عدم وجود تقليد كهذا في إسرائيل، حيث إن وزارتها اعتادت على مطالبة الضيوف بزيارة حائط المبكى، كخيار يطرح خلال المراحل الأخيرة من الأعداد للمراسم. لكن الوزارة تلزم الضيوف على زيارة متحف «ياد فشيم» لضحايا الكارثة النازية. وأخيرا أضيف إلى ذلك، قبر مؤسس الحركة الصهيونية، ثيودور هرتسل في الجزء الغربي من المدينة، وذلك كجزء من البروتوكول الدبلوماسي الذي يشمل أيضا، الاستقبال الرسمي. قرار حوطوبيلي بإلزام زيارة حائط المبكى، جاء بعد التشاور مع بنيامين نتنياهو، الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية، باعتباره «يحظى بإجماع إسرائيلي»، على حد قولها. وأوضحت حوطوبيلي لموظفيها، أن هذه الزيارة تشكل «تصريح نوايا حول تعزيز مكانة القدس كعاصمة لإسرائيل، وخطوة لإفهام العالم بأن تاريخ إسرائيل لم يبدأ بالحرب العالمية الثانية، ولا حتى قبل مائة عام عندما قامت الصهيونية، بل قبل 3000 عام. فحائط المبكى يرمز لتاريخ إسرائيل القديم». وحسب مصدر في الوزارة، فإن هذا القرار صدم الطاقم المهني، الذي يعتقد أن هذا الموقف سيؤدي إلى إلغاء الكثير من الزيارات إلى إسرائيل، من طرف شخصيات ذات أهمية عالمية. فحائط المبكى هو موضوع خلافي في العالم. ففي حين يعتبره اليهود الجدار الوحيد الباقي من هيكل سليمان بعد تدميره، يعتبره قسم كبير من المسلمين «حائط البراق» الذي ربط الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام) عليه براقه ليلة الإسراء والمعراج. وهو موضوع خلافي سياسيا أيضا، حيث إنه يقع في المنطقة الشرقية من القدس، التي احتلتها إسرائيل سنة 1967 بقوة السلاح، وضمتها إلى تخومها وفق قوانين في الكنيست بشكل قسري، بينما العالم لا يعترف بهذا الضم. ويربط بعض الدبلوماسيين ما بين قرار نائبة الوزير حوطوبيلي وبين قرار لجنة التراث العالمي في اليونيسكو، قبل نحو أسبوعين، والذي تم فيه إدانة إسرائيل على «استمرار عمليات الحفر غير القانونية، والنشاطات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات مستوطنين متطرفة في البلدة القديمة في القدس وفي كلا طرفي جدرانها». ويتهم المشروع إسرائيل بالإساءة إلى الآثار والمواقع المقدسة الإسلامية في الحرم الشريف، وينتقدها على بنائها خط قطار خفيف يمر بالقرب من جدران البلدة القديمة، ويضر «تكاملهم الجمالي والطابع الأصيل للموقع». ويتطرق المشروع إلى الحرم كمكان إسلامي مقدس فقط، وإلى ساحة حائط المبكى فقط عن طريق الاسم الإسلامي «ساحة البراق». ويحافظ القرار على البلدة القديمة في لائحة اليونيسكو للمعالم الأثرية المهددة، حيث توجد منذ موافقة الوكالة على طلب أردني عام 1982 لتصنيف الموقع الخاضع لسلطة إسرائيلية كمهدد.