انتقلت السعودية أكبر مصدر للنفط الخام في العالم إلى مصاف الدول الكبرى في مجال الوقود المكرر؛ إذ تعرض على عملائها ملايين البراميل من وقود الديزل وبحسب "رويترز"، فقد تعهدت السعودية في تشرين الثاني (نوفمبر) بالإبقاء على إنتاجها النفطي مرتفعا لحماية حصتها في السوق من المنتجين ذوي التكلفة العالية. وحققت المملكة نجاحا في حماية حصتها في السوق، حيث ظل الإنتاج العالمي مرتفعا رغم نزول الأسعار، وتعالج السعودية حاليا مزيدا من خامها في الداخل بفضل مصافيها الضخمة التي حولت المملكة إلى رابع أكبر مكرر للنفط بما يسمح للبلاد بتصدير كميات من منتجات الوقود أكبر من أي وقت مضى. وقالت مصادر تجارية إن "أرامكو للتجارة" التابعة لشركة أرامكو السعودية عرضت 2.8 مليون برميل من وقود الديزل المنخفض الكبريت في عطاء للتحميل في الفترة بين أواخر تموز (يوليو) وأوائل آب (أغسطس) وهو ما يكفي لتلبية الطلب الياباني ثلاثة أيام ونصف اليوم. وقال سوريش سيفاناندام محلل شؤون التكرير والكيماويات لدى وود ماكنزي إننا نرى التأثير بالفعل في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وفي هذا العام لن يتم تصدير نقطة وقود ديزل واحدة من سنغافورة إلى الشرق الأوسط، في إشارة إلى ما كان من قبل طريقا مألوفا لتصدير الديزل. وتؤدي الزيادة خصوصا في شحنات وقود الديزل المنخفض الكبريت لأوروبا إلى تنافس السعودية مع الهند وكوريا الجنوبية، وهما من كبار مصدري الديزل في آسيا وتقلص هوامش الربح من زيت الغاز في آسيا إلى أدنى مستوياتها في خمس سنوات. وقالت إحدى شركات السمسرة في أعمال الشحن البحري إن فورة نشاط الشحن من ينبع دفعت معدلات شحن الناقلات القادرة على قطع المسافات الطويلة للارتفاع نحو 20 في المائة منذ الأسبوع الماضي. وافتتحت السعودية أحدث مصافيها في ينبع في نيسان (أبريل) التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يوميا، ووصلت المصفاة إلى طاقتها القصوى في غضون شهرين. وقالت شركة سمسرة في أعمال الشحن البحري: صارت ينبع عملاقا في مجال نواتج التقطير، في إشارة إلى ارتفاع الصادرات من الميناء المطل على البحر الأحمر. وأظهرت بيانات ملاحية أن ما لا يقل عن سبع سفن مصممة لقطع المسافات الطويلة حجزت مؤقتا لتحميلها بوقود الديزل من ينبع ونقله إلى أوروبا. ومن بين هذه السفن الناقلة أتينا الكبيرة الحجم التي تبلغ طاقتها 120 ألف طن والتي تنقل وقود الديزل إلى أوروبا، وهي سفينة كبيرة على نحو غير معتاد في مجال نقل الوقود بما يظهر حجم العمليات السعودية الجديدة. ومن المتوقع أن تواصل صادرات الخليج ارتفاعها مع اتجاه الطلب المحلي إلى التراجع في نهاية الصيف نظرا لانخفاض معدل توليد الكهرباء.