×
محافظة المنطقة الشرقية

الحلوى في استقبال ووداع المسافرين عبرمنافذ الشرقية

صورة الخبر

نمشي في الشوارع، نسرع الخطى بين المحالّ، نلفّ المراكز التجارية والتجميلية، نحجز المواعيد، نجهز الحلويات، فالعيد آت غداً أو بعد غد. يوم الفرحة والتهاني، يوم التلاقي بين الناس والتواصل مع الأحبة آت. غداً أو بعد غد، سنرى البهجة تلوّن كل الوجوه، أما القلوب فوحده الله يعلم بما فيها. فكثيرٌ سيلوّنون وجوههم بألوان العيد، ويرسمون ابتسامة على شفاههم، سيتجملون من أجل أولادهم، وأقربائهم، وجيرانهم، لكن قلوبهم لن تعرف كيف تتجمّل، لأنها سافرت إلى حيث الأحبة في بلاد بعيدة، ذهبت تطمئن إليهم، تسلّم وتهنئ بالعيد من غابوا عن النظر. كل إنسان يتهيّأ بالزينة والتجميل، إنما كم مقبلاً إلى العيد يتجمّل بالروح والقلب، فيزيّن نفسه من داخلها بكل ألوان المحبة والصدق والنقاء، قبل أن يفكر بالجسد؟ كم واحداً يقرر أن يلغي السواد الذي يغشى عينيه، فيرى الحقيقة بلا تزييف؟ كم متحمساً للاحتفال بالعيد قرر بالقدر نفسه أن يتحمّس لإسعاد الآخرين والاحتفال بهم ومعهم كي يشعر بالرضا؟ هل يجوز أن نتهيّأ للعيد ونستقبله بابتسامات وضحكات لاتعبر عن حقيقتنا؟ يجوز إذا كانت الابتسامة دواء يساعد على شفاء مريض، فندعي الفرح بينما القلب يبكي. يجوز إذا كانت الابتسامة شمعة أمل وسط عتمة القتل والدمار. ويجوز إذا كانت الضحكة سلاحاً في وجه الإرهاب، تتحداه وتصده، كي تستمر الحياة، وتنتصر الإرادة على جبروت الحرب. يجوز أن نتجمّل كي نسعد الآخرين، لأن النفوس هنا تكون نقية ونيّات المحبة صافية تنتقل من القلب إلى القلب، ولا تشوبها حكايات ومؤامرات ونميمة خبيثة. أما ما لا يجوز في العيد، فهو الضمير الميت الذي يرقد في عقول بعض المزيفين، والحاقدين والمشوَّهين. نعم هناك نفوس مشوَّهة، مريضة بكل العلل اللا آدمية. تلك النفوس لا تعرف معنى العيد الحقيقي، لا يدخل النور إلى قلب من تسكنه، لا يفتح أبوابه لاستقبال البهجة، بل يكتفي بتزييفها على وجهه، مثل مهرج يرسم ألوان السعادة ويدعي محبته للجميع، بينما هو مجرد ممثل يؤدي دوراً في سيرك. في العيد لا تجوز الضحكات المزيّفة والابتسامات الخبيثة التي تخفي خلفها أحقاداً وضغائن، وتصطاد في الماء العكر، وتكيد المكائد. سرّ العيد يكمن في النفوس؛ يكتمل بزينة الشوارع والزحام، وبضحكات الأطفال البريئة، والألعاب، وبسعادة الناس باللمّة والمعايدة والتواصل، وبكل التهاني والرسائل، لكنه لا ينبع إلا من القلوب الصافية، ولا يعرف مفتاح السر إلا الأنقياء، فهنيئاً لكم العيد. noorlmahmoud17@gmail.com