انتعشت الأنشطة الليلة في بغداد في الايام الاخيرة من شهر رمضان، حيث يرتاد السكان المطاعم ومراكز التسوق. ومع اقتراب نهاية الشهر الكريم وعيد الفطر، يأمل العراقيون بتحقيق أقصى استفادة من ساعات الليل لاسيما بعد إلغاء حظر تجول قبل أشهر قليلة. وقال الدكتور شاكر السعدي أثناء تسوقه في سوق محلية "الشعب قرر ان يعيش رغم كل الصعوبات، وهذا مثل جيد، أنه يؤكد على أن العراقيين لم يفقدوا الأمل وان شاء الله الامل موجود وحاضر ونحن في العشر الأواخر من رمضان تلاحظ ان منطقة الكرادة (في العاصمة العراقية بغداد) يعني حوالى الساعة التاسعة والنصف أو اكثر تعيش في كل مستوى". وبعيدا عن المعارك الى الغرب والشمال من العاصمة يظل الوضع الامني في بغداد غير مستقر، غير أن الأشهر القليلة الماضية مرت دون تفجير واحد، ما شجع الأسر العراقية على مغادرة منازلها سعيا للعودة للحياة الطبيعية. وتقول مها صديق وهي تجلس في مطعم "نخرج مثلا من بيوتنا ونرجع.. الساعة 11 و12 ليلا.. الشوارع مليئة بالناس.. وكأن الوضع طبيعي مثل ما كان من قبل". وبعد غروب الشمس يتسنى للعائلات ارتياد المطاعم والتسوق مع انخفاض درجات الحرارة بعض الشيء، وهي المرة الأولى التي يتسنى فيها لسكان العاصمة ان يفعلوا ذلك منذ بدء تدهور الاوضاع الامنية في عام 2003. وقال محمد صافي "بصراحة في شهر رمضان أصبح الأمن أفضل قليلا". وبعد سنوات من الحرب والحرمان أضحى سكان بغداد يغتنمون فترات الاستقرار حتى لو كانت هشة وعابرة. ويقول محمد البدري "رغم هذه المعاناة والمأساة التى نمر بها (يعني داعش) إلا ان الشعب يحب الحياة، ورغم ان درجات الحرارة الآن 48 او 45 درجة مئوية إلا ان أطفالنا يلعبون في الشارع والناس تتبضع"، واضاف "اننا ندفع ثمن سياسات مغلوطة". وفي حين يستمتع سكان بغداد بليالي رمضان، فعلى ما يبدو تدور معارك بين مسلحي تنظيم "داعش" المتطرف والقوات الحكومية على بعد 50 كيلومترا، إلا ان السكان يغتنمون أي فرصة للاستمتاع بالحياة.