تحتفل مجلة الحياة الثقافية الشهرية، التي تصدر عن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في تونس، بمرور أربعين عاماً على تأسيسها على يد الأديب محمود المسعدي، حيث مرت خلالها بظروف وأطوار لم تكن بعيدة عن المتغيرات السياسية التي عاشتها تونس. ولذا، تناوب على الإشراف عليها عدد من الأسماء المعروفة من جامعيين وأدباء مبدعين استطاعوا، جميعهم أن يحققوا للمجلة قوة الاستمرار رغم تعثره، لكنها انتظمت بعد ذلك في الصدور شهرياً. وأصبحت تستقطب عدداً من الأسماء التنوسية والعربية رغم المزاحمة الشديدة التي تواجهها من مجلات ثقافية تصدر في بلدان عربية أخرى، من حيث الإخراج أو قيمة المكافآت للكتاب التي تصلهم إلى بلدانهم. وانعكس صدور المجلة عن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، بشكل أو بآخر، على محتوياتها، ولكن بعد الثورة انفتحت المجلة على كل التجارب الإبداعية، ومن كافة الاتجاهات الفكرية والأدبية والسياسية، ولا امتياز لنص على آخر إلا بأهميته ومقدار الإضافة والفائدة التي يحققها. واهتمت المجلة بكافة أنواع الفنون، من مسرح وسينما وفن تشكيلي، إضافة إلى الإبداع الأدبي شعراً وقصة قصيرة ونقداً، كما عنيت أيضاً في تقديم نماذج من أبرز الإصدارات التونسية والعربية، تكريماً لهذه الإصدارات ولأصحابها.