×
محافظة المنطقة الشرقية

غدًا الجمعة أول أيام عيد الفطر المبارك في العديد من دول العالم

صورة الخبر

< لن تتوقف الساعة، ولن تعود عقاربها إلى الوراء، فالاتفاق في عامه العاشر أُعلن، وتم التوقيع عليه رسمياً. اليوم نقف متفرجين على مراسم إشاعة الفوضى في المنطقة، لحظة كانت متوقعة، وكنا ندرك أنها آتية لا محالة، لكننا فضّلنا الانتظار، فانجلى الصباح، وبات الأمر واقعاً ستعاني المنطقة من كل تداعياته. السؤال المهم والأهم والأكثر أهمية: إلى أية درجة سينعكس ذلك على المنطقة وملفاتها الشائكة؟ سعت واشنطن منذ البداية إلى تطمين شركائها في المنطقة. قدمت إغراءاتها من تعهدات شفوية، إلى إغراءات بسباق تسلح في واحدة من أعظم حلباته، وعملت، وهذا ليس سراً، على ضمان أمن إسرائيل من خلال السيطرة على عمليات التخصيب. إذاً أميركا هي الرابح الأكبر، فإدارة أوباما تعتبر أنها تمكّنت من تحقيق إنجاز يحسب لها، والأمر قد يبدو كذلك، لكن حساب الأرباح والخسائر لم يأتِ بعد، ومثلما انتظرنا التحرك الأميركي، فأميركا بدورها تترقب الآن رد الفعل للقيام بجردة تتعرف فيها على مكتسباتها وخسائرها، لاسيما بعد أن تمكّنت من تنفيذ واحد من أبرز طموحاتها في المنطقة من خلال أدلجتها، وفي ما بعد إطلاق المواجهة بين السنة والشيعة مع دعم هذه الأخيرة لتفتيت المكون السني ذي النسبة الأكبر في المنطقة. وفي المقابل، ماذا حقّقت إيران؟ اتفاق هزيل من هذا النوع كان في يد طهران منذ سنوات، كان بإمكانها أن تحصد أكثر مما ستحصده اليوم، ففي تلك الفترة، وتحديداً منذ بدايات المواجهة مع العالم الغربي لم يكن المشهد العربي والإسلامي كما هو اليوم. ولو تمكّنت طهران من تسخير مكتسباتها آنذاك لوصلت إلى أبعد مما هي عليه الآن، فاليوم إيران التي تحتفل بانتصار تعده كبيراً، تعاني من الداخل، فيما هي في الخارج مثقلة بهموم وديون لن تمهلها كثيراً على الأقل لحين تطبيق بنود اتفاق الإذلال المعلن الذي سيعيدنا إلى المشهد العراقي في حقبة التسعينات. ما ستشهده إيران لا يعنينا، فهي التي سعت إليه، لكن ما أثر ذلك الاتفاق في المنطقة؟ عندما نتحدث عن المنطقة اليوم، فنحن نتحدث عن السعودية. فما من تحرك ولا مخطط ولا من فكرة تمر إلا وكانت السعودية طرفاً فيها، فالمملكة اليوم أمة في دولة، ولا ينبغي أن يفسّر حديثي على أنه مجاملة أو تهويل، فالتنافس السعودي - الإيراني ليس خافياً، وحضور الدولتين في بؤر الصراع والتوتر أيضاً ليس خافياً، الفارق بين الاثنتين أن إيران تسعى لبسط هيمنتها على المنطقة من خلال التدخل في شؤون دولها الداخلية وإشاعة الفوضى فيها، بينما تحرص السعودية على علاقات حسن الجوار، وأي حديث غير ذلك، سيكون منافياً للواقع، وبما أن إيران سعت للمواجهة مع السعودية في غير دولة، فمن شأن الاتفاق النووي أن يعزّز طموحاتها، لاسيما أنها من خلاله ستضمن على الأقل أن الولايات المتحدة ستقف على الحياد في أسوأ الاحتمالات. كنا ننتظر أن تصرّح طهران بأنها ستغيّر السياسة التي تنتهجها في المنطقة لطمأنة دولها، بيد أن ذلك لم يحدث، ولا توجد مؤشرات على أنه سيحدث، بل على العكس، فالهستيريا الإيرانية بالاتفاق «المذل» ستنعش طموحاتها أكثر وأكثر، وتلك الطموحات ستنعش بدورها الطموحات الأميركية بتعظيم مداخيلها، فيما تعيد المنطقة اليوم حساباتها وخريطة حلفائها. سنشهد المزيد من الاحتفالات الإيرانية برعاية الشيطان الأكبر (أميركا)، لكن تلك الاحتفالات ستخلو من الجماهير المشغولة بإعداد حفلة من نوع آخر! Saud_alrayes@