وقوف المملكة مع الشعب اليمني منذ أن تعرضت بلاده لـ «الاختطاف» من قوى الشر والظلام لم يكن عبثا، وإطلاقها لـ «عاصفة الحزم» التي عملت على استعادة ما تم اختطافه لم يكن عبثا أيضا.. إذ إن المملكة استندت في كل ذلك إلى رغبة الشعب اليمني بكافة طوائفه في استعادة شرعيته ودولته ووحدته وحريته.. هذه الرغبة التي تمثلت أمس في استعادة المقاومة اليمنية لمطار عدن، وخور مكسر، الأمر الذي يعني فتح الطريق أمام استعادة كامل عدن، وبالتالي استعادة كافة المناطق اليمنية التي يمكن اعتبارها في العرف السياسي «محتلة» من قوى غاشمة ومليشيات لم تراع إلا ولا ذمة في دماء اليمنيين نساء ورجالا وأطفالا. والمملكة التي تؤكد دائما استمرار وقوفها إلى جانب الشعب اليمني إلى حين يحقق رغبته وهدفه السامي في استعادة وطنه وشرعيته.. تنطلق في ذلك من مسؤوليتها الأخوية والعربية والإسلامية، بمساندة هذا الشعب الشقيق الذي ارتبط بالمملكة وشعبها ارتباطا وثيقا قديما متجذرا في كافة النواحي الحياتية والسياسية والاقتصادية.. هذا الشعب الذي استنجد بأشقائه في المملكة لتخليصهم من العدوان ومساعدتهم في التحرر من أولئك الذين ينفذون أجندات أجنبية على أرضه خدمة لمصالح تهدف فقط لإحكام السيطرة على مقدرات الشعوب وزعزعة أمنها واستقرارها لتحقيق أهدافها غير السوية في المنطقة وتهديد أمن واستقرار العالم العربي بأسره. والحال كذلك.. فإن استعادة المقاومة اليمنية بدعم كامل من قوات التحالف لمطار عدن وخور مكسر.. يؤكد مجددا إصرار الشعب اليمني على الاحتفاظ بشرعيته وإعادة بسط هذه الشرعية على كامل التراب اليمني، الأمر الذي يشير بوضوح ـــ خصوصا لأولئك المتصيدين في الظلام ـــ إلى أن الموقف السعودي في مساندة الشعب اليمني ورفضه للعبث الذي تم على أرضه كان موقفا مطلوبا وملحا ومشرفا.. وستظل المملكة وشعبها في خدمة الأشقاء إلى أن ينعموا بتحرير أرضهم من حملة السلاح الهمجيين المستبيحين للدماء الزكية البريئة عوضا عن حمله دفاعا عن مقدرات وطنهم واستقراره وأمنه..