الدمام: إيمان الخطاف هل أنت قارئ محب للكتاب؟ هل تتذكر أول كتاب قرأته؟ هل سهرت ليلة لإنهاء قصة أو كتاب علمي؟ هذه التساؤلات وغيرها من الاستفهامات الشيقة وجهت إلى كل شبان السعودية ممن لديهم شغف القراءة، في مسابقة أولى من نوعها تستهدف تتويج «قارئ عام 2013»، تأتي ضمن مبادرة شركة «أرامكو السعودية» لإثراء الشباب، وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، حيث من المنتظر أن يكشف الستار عن الفائز باللقب في حفل ختامي يقام في 21 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بمدينة الظهران. ومسابقة «قارئ العام» التي تضم 18 متسابقا في العروض التنافسية النهائية هي منافسة يعرض فيها المشارك ملخصا لكتاب ينتقيه، ويحكي تجربته الملهمة معه، ومن ثم يتم ترشيحه لبرنامج تدريبي فريد من نوعه، يؤهله للإلقاء الجماهيري بشكل إبداعي مبتكر، في احتفالية هي الأولى من نوعها، وهذه المسابقة تستهدف في نسختها الأولى شباب وفتيات المنطقة الشرقية، على أن تشمل المسابقة في العام المقبل المشاركين في جميع مناطق السعودية، كما يفيد القائمون عليها. عن ذلك يتحدث الدكتور أشرف فقيه، وهو روائي سعودي وعضو حكام مسابقة قارئ العام، قائلا: «يراد بمسابقة (اقرأ) أن تستقصي أعماق العلاقة بين الشباب والكتب، بينما يتجاوز محض القراءة، إنها تبحث في النقش الغائر الذي تحدثه الكلمة في روح الشاب الغضة، إذ يكبر ويكبر معه هذا النقش ليصير ملمحا داخليا»، ويتابع قائلا: «إن (اقرأ) لا تحرض الشباب على القراءة بقدر ما تستدعي القارئ المخبوء داخل كل من المشتركين.. وهي لا تسترجع النص الذي قرأه كل منهم، إنما تستحضر الفكرة، تبعثها من مرقدها في اللاوعي لتجسدها كيانا محسوسا معبرا: صورة أو فيلما أو عرضا ناطقا». ويبين فقيه خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» قيمة هذا التنافس، قائلا: «هذه الفعالية تجعل الشاب يحس بأن ما قرأه له أهمية تتجاوز القيمة العظيمة المتعلقة بتطوير ذاته داخليا وببناء شخصيته وفكره.. هنا ستتاح له فرصة إضافية لكي يواجه العالم (الجمهور) بهذا التغير الذي أحدثته فيه الكلمات والأفكار، وأن يعلن على الملأ تفاصيل العلاقة الحميمة التي هي بينه وبين الكتاب، بل عليه أن يعلن عن ذلك بطريقة فنية وفي إطار منافسة.. عليه أن يفوز.. أن يكسب.. وفريق (اقرأ) سيوفر له السبيل لذلك، سيدربه ويبسط أمامه المنصة التي سيقابل العالم من فوقها». وعن جدوى هذا يقول فقيه: «يتمثل ذلك كله في الخروج بالقراءة من خانة النشاط الفردي الممل إلى جعلها ممارسة ديناميكية جماهيرية. وهذا بالذات خرق للنمط السائد والقائل بأننا أمة لا تقرأ وأننا عالقون مع جيل لا يجيد إلا البلاي ستيشن.. (اقرأ) تحاول اكتشاف نقيض السائد وتخرج به إلى النور والعلن». ثم يستدرك فقيه بالقول: «نعرف أن هناك قراء أفذاذا، شبابا على درجة عالية من الوعي والاطلاع، قد لا تنجح فعاليات (اقرأ) في إظهار أولئك جميعا.. لكنها الآن تبعث بنداء على رؤوس الأشهاد. ترفع شعارا عاليا مفاده (أين أنتم؟)». وفي ذات المحور، فإن عشاق الكتاب شرق السعودية ينتظرون بشغف الحفل الختامي الذي سيجمع نخبة من قادة الفكر والثقافة، منهم البروفسور ألبرتو مانغويل، وهو كاتب ومؤلف عالمي ومن أشهر أعماله كتاب «تاريخ القراءة»، إلى جانب الدكتور واسيني الأعرج، وهو روائي جزائري ويعتبر من أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي. وتتضمن قائمة المتحدثين كذلك الروائي الكويتي سعود السنعوسي، الذي حصل هذا العام على الجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته «ساق البامبو». تجدر الإشارة إلى أن معايير تقييم مشاركات المتسابقين في مسابقة قارئ العام تتضمن التالي: القدرة على عرض المادة المقروءة بطريقة ملهمة، الشغف بالقراءة والتحصيل المعرفي، القدرة على التحليل والنقد، تنوع المهارات الشخصية والاجتماعية، الإجابة على جميع الأسئلة بطريقة واضحة، اكتمال وصحة المعلومات الشخصية، وضوح وشمولية ملخص الكتاب. ليس هذا كل شيء، حيث تضم مبادرة «اقرأ» محورا آخر يستهدف المتمكنين من هواية التصوير، موجهة إليهم السؤال التالي: «هل تؤمن بالقراءة والكتاب والقلم، وتبصرهم عينك بشكل أجمل مما يراه الآخرون، وتريد أن تعكس جمال عالم القراءة بعدسة كاميرتك لتلهم الجميع؟»، ومن هذا الجانب فإن المبادرة تحتفي كذلك بالمصورين الشغوفين بالقراءة من خلال مسابقة ثانية هي «قارئ الجمال»، إما كمحترف وإما هاوٍ. وقد دخلت 37 صورة فوتوغرافية مشاركة في مسابقة «قارئ الجمال» في معرض «اقرأ» الفوتوغرافي المقام حاليا ضمن برنامج «أرامكو السعودية» للإثراء المعرفي، لعدد من المصورين المحترفين والهواة، ودخلت مرحلة المنافسة والتصويت عليها من قبل الزائرين لفعاليات البرنامج بمدينة الظهران، حيث بدأت مرحلة التصويت في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأقفلت في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، على أن تعلن النتائج بعد أيام قليلة.