سياسي وأكاديمي إيراني، يشغل منصب وزير الخارجية. يعتبر من صلب نظام الثورة، ومن مؤيدي الدبلوماسية العلنية، وقد عمل نحو ربع قرن في الأمم المتحدة. قاد فريق بلاده المفاوض مع الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني، ويتميز بالحنكة والبشاشة وهدوءالأعصاب رغم وجوده بين مطرقة الضغوط الداخلية وسندان العقوبات الخارجية. توّجأعواما من التفاوضباتفاق تاريخي في 14 يوليو/تموز 2015 مع مجموعة "5+1". المولد والنشأة ولد محمد جواد ظريف عام 1960 في طهران عاصمة إيران، ونشأ في أسرة متدينة. الدراسة والتكوين يحمل ظريف شهادة دكتوراه في القانون الدولي من جامعة دينفر في كولورادو بالولايات المتحدة، كما يحمل درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة سان فرانسيسكو. الوظائف والمسؤوليات تولى ظريف عدة وظائف رسمية وعلمية، فقد عمل ضمن الوفد الإيراني في الأمم المتحدة حيث أصبح سفيرا خلال 1989-1992 ثم في 2002-2007، وفي أثناء عمله هناك عُين نائبا لوزير الخارجية. مارس التدريس بجامعة طهران العامة في مجالات الدبلوماسية والشؤون الدولية. التجربة السياسية يعود التزامه بالثورة إلى حقبة الشباب حين أصبح -وهو في الولايات المتحدة- عضوا في الجمعية الإسلامية الطلابية. والتقى هناك شقيق أكبر هاشمي رفسنجاني الذي كان رئيسا بين عاميْ 1989 و1997، ومسؤولين آخرين في الجمهورية الإسلامية. وفي 1980 وإثر قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة بعد احتجاز رهائن في السفارة الأميركية بطهران، كُلف بإغلاق القنصلية الإيرانية في سان فرانسيسكو بوصفه مستشارا فيها. وطوال حياته المهنية خاض ظريف -الذي قال إنه درس العلاقات الدولية ليخدم بلاده بشكل أفضل- أحداثا مهمة في تاريخ بلاده، وشارك منذ نهاية ثمانينيات القرن العشرين في كل جولات المفاوضات الدولية التي خاضتها الجمهورية الإسلامية، وجعلته خبرته الدبلوماسية الطويلة يعتاد المفاوضات المتعددة الأطراف. فقد كان عام 1988 مع الرئيس حسن روحاني ضمن الفريق المكلف بالتفاوض للتوصل إلى وقف لإطلاق النار أيام الحرب مع العراق، وساهم في مفاوضات للإفراج عن الرهائن في لبنان في تسعينيات القرن العشرين. نجح ظريف في إقناع النظام الإيراني بمساعدة الولايات المتحدة ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة. وفي عام 2003 كان إلى جانب روحاني مجددا عندما تولى منصب كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، ووافق الأخير على تعليق تخصيب اليورانيوم وتعزيز المراقبة الدولية للمواقع النووية الإيرانية. وهو الاتفاق الذي انتقده الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بعد وصوله إلى الحكم في 2005، وأعاد إطلاق البرنامج النووي الإيراني. دفعت إقامة ظريف الطويلة في الولايات المتحدة المعسكر المحافظ في إيران إلى معاداته ومهاجمة ما وصفته بـ"عصابة نيويورك" التيتضم "دبلوماسيين ليبراليين وموالين لأميركا"، حسب تعبيرهم. وبعد أن أقاله الرئيس نجاد في 2007 انضم إلى مركز الأبحاث الإستراتيجية الذي كان يترأسه حسن روحاني. وفي أغسطس/آب 2013 اختاره روحاني -إثر تسلمه رئاسة البلاد في نفس الشهر- لحقيبة الخارجية، بعد موافقة أغلبية ساحقة من نواب البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون، وذلك لمهاراته الخطابية وإتقانه اللغة الإنجليزية. وفي سبتمبر/أيلول 2013 كلفه روحاني بإيجاد مقاربة جديدة للمفاوضات النووية مع الغرب التي وصلت إلى طريق مسدود، وذلك لرفع العقوبات التي تخنق اقتصاد البلاد. قاد ظريف -الذي يحرص على أناقة مظهره-فريق المفاوضين الإيرانيين وسعى لتجنب الصدام والحفاظ على شعرة معاوية حتى في أحلك اللحظات. توصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 إلى اتفاق نووي مرحلي مع ممثلي مجموعة "5+1" الغربية، وهو الاتفاق الذي حدد مهلة زمنية يتوصل الطرفان بانتهائها إلى اتفاق نهائي وشامل بشأن البرنامج النووي الإيراني، لكن هذه المهلة مُددت عدة مرات. بعد مفاوضات شاقة استمرت حوالي 18 شهرا، توصلت إيران والدول الكبرى يوم 2 أبريل/نيسان 2015 في مدينة لوزان السويسرية إلى اتفاق إطار لحل ملف البرنامج النووي الإيراني وهو ما مهد لتسوية المشاكل العالقة. وفي 14 يوليو/تموز 2015في العاصمة النمساوية فيينا، أعلن عنالاتفاق النووي الذيوُصف بالتاريخي، ينظم رفع العقوبات المفروضة على طهران، ويسمح لها بتصدير واستراد أسلحة مقابل منعها من تطوير صواريخ نووية وقبولها زيارة مواقعها النووية. وخلال الساعات القليلة قبيل الاتفاق، حافظ ظريف على ابتسامته المعهودة وأطل من شرفة قاعة التفاوض وعلامات البهجة ظاهرة على محياه. مع ذلك صرح الرجلبأن "الاتفاق ليس مثاليا بالنسبة لأي طرف، لكن هذا ما استطعنا تحقيقه، وهو هام للجميع" مضيفا أنها "صفحة أمل جديدة فتحت مع الاتفاق". يتقنظريففن التواصل، ويحرص على ربط علاقات ودية مع الجميع، ويملك -على خلاف أقرانه في الحكومة الإيرانية- حسابا رسميا على موقع تويتر وصفحة رسمية على فيسبوك. المؤلفات أصدر جواد ظريف كتابا دوّن فيه سيرته الذاتية بعنوان "السيد السفير"، كما نشر عدة أعمال في مجال السياسة الخارجية والقانون والعلاقات الدولية باللغتين الفارسية والإنجليزية.