خميس بن بريك-تونس أثار مسلسل حكايات تونسية الذي يبث على قناة الحوار التونسي الخاصة امتعاضا شديدا في أوساط المجتمع، لمبالغته في تناول ظاهرة الدعارة والخيانة والمخدرات، وعرضه مشاهد اعتبرت متدنية أخلاقيا في شهر رمضان. وقد شرعت القناة التي يشرف عليها المخرج سامي الفهري في بث المسلسل المثير للجدل في منتصف شهر رمضان، إلا أنه قوبل بسخط كبير من العائلات المحافظة التي طالبت بمنع بثه بحجة أنه يستهدف ضرب القيم. ويقول المواطن التونسي عماد للجزيرة نت إنه أصبح يخجل من مشاهدة بعض المسلسلات على غرار حكايات تونسية مع أولاده وبناته، لأنها تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وهدمت حاجز الاحترام داخل الأسرة. مشاهد صادمة تحت هذا الغضب العائلي وجهت الهيئة المستقلة للإعلام السمعي البصري تحذيرا إلى قناة الحوار بعدم عرض المسلسل قبل الساعة التاسعة ليلا، مع إلزامها بوضع علامة طيلة عرض الحلقات تمنع الأطفال من مشاهدته. ويقول عضو الهيئة هشام السنوسي للجزيرة نت إن هذا المسلسل يضم مشاهد صادمة، كما يكرس صورة نمطية للمرأة التونسية غير مطابقة للواقع، وهو ما جعل الهيئة تتدخل في الأمر. وردا على الانتقادات الموجهة إلى قرارات الهيئة التي اعتبرت بأنها متسامحة مع القناة، يقول السنوسي لا أحد يشك في أن هناك مشاهد صادمة، إلا أن هذا لا يبرر أن تتحول الهيئة إلى أداة رقابة ومنع لأن ذلك يقوض حرية التعبير. وقد وجه المخرج التونسي المنصف بربوش اتهامات إلى الهيئة وقناة الحوار بمحاولة إفساد الشباب والسعي لتفكيك الأسرة والمجتمع، عن طريق مسلسلات تبث صورا مسيئة للمجتمع. ويقول بربوش للجزيرة نت إن المسلسلات التي تبثها قناة الحوار تساهم في نشر ظاهرة التفسخ الأخلاقي، وخلق صورة خاطئة للمرأة التونسية، وتظهرها على أنها بلا قيم وأخلاق ومهووسة بالجنس، والحال أن نساءنا عفيفات. المستوى الفني وأكد بربوش أن هناك مخاطر كبيرة على الناشئة في البلاد جراء عرض ذلك المسلسل أثناء أوقات الذروة في رمضان، قائلا إن هذا المسلسل يدخل كل بيت وكل عائلة ويعرض مشاهد منحطة لها انعكاسات سلبية على المجتمع. ورغم أنه يقرّ بوجود ظواهر سلبية في المجتمع، فإن هذا المخرج يرى أن طريقة معالجة ظاهرة الدعارة من خلال هذا المسلسل كانت متدنية أخلاقيا، إلى درجة أنه اعتبرها مصدرا لتغذية ظاهرة الإرهاب والتشدد في المجتمع. وبعيدا عن الأحكام الأخلاقية يرى المخرج والناقد السينمائي إبراهيم اللطيف أن مضمون هذا المسلسل لا يرتقي إلى تطلعات المشاهد التونسي، قائلا إن مضمونه هامشي جدا ولم يقدّم إضافة ملموسة للمشاهد. ويقول اللطيف للجزيرة نت إن المسلسل يتضمن عيوبا تقنية كثيرة، منها ضعف السيناريو وخلوّه من خيط يربط بين الأحداث، إضافة إلى سطحية الحوار في بعض الأحيان، والتركيز على وجوه جميلة لا تصلح للتمثيل، وفق رأيه. ومن اللافت أن مسلسلات المخرج سامي الفهري ومالك قناة الحوار التونسي الخاصة منذ خمسة أعوام، تطغى فيها مشاركة حسناوات أغلبهن قدمن من خارج ميدان التمثيل، وهو ما جعل بعض السينمائيين ينتقدون ضعف أدائهن في التمثيل. للسياسيين رأي أما من وجهة نظر السياسيين، فيقول عضو مجلس شورى حركة النهضة الإسلامية كمال بن رمضان للجزيرة نت هناك توجه ممنهج لعرض مسلسلات عهر ودعارة، الغاية منها إفساد الشباب وإظهار المجتمع التونسي على أنه فاسد. ويضيف بن رمضان أن هذا نوع من العنف بحق الشعب ومحاولة لتأجيج مظاهر التشدد عبر مسلسلات لا تحترم قيم الناس، معتبرا أن التطرق بشكل غير محتشم لظواهر سلبية في المجتمع يهدف إلى إلهاء الشعب عن قضاياه الحقيقية. لكن القيادية في حزب المسار فتحية السعيدي تقول للجزيرة نت إنه لا ينبغي أن يحكم الناس على الأعمال الدرامية بمعيار الأخلاق العامة، مشيرة إلى أن من أدوار تلك المسلسلات التطرق إلى الظواهر الاجتماعية الموجودة. وقللت فتحية من المخاطر التي يمكن أن تحدثها مشاهد ذلك المسلسل على المجتمع، معتبرة أن تلك المشاهد تمثل فرصة لفتح نقاش عائلي بعيدا عن كل الأشياء المحظورة، من أجل توعية وتوجيه وتثقيف الشباب.