عاشت شانتي ماهارجان التي وضعت مولودتها منذ عشرة أيام الشهرين الماضيين في كوخ من ألواح من الصفيح مع زوجها وخمسة آخرين بعد ان سوى زلزالان كبيران منزلها المبني من الطوب اللبن بالأرض. وهي تقول إن الطعام ومياه الشرب والمساعدات الأخرى مثل الخيام والأغطية أصبحت عملة نادرة رغم تدفق وكالات الاغاثة على الدولة الواقعة في جبال الهيمالايا لتقديم العون للناجين. أكثر ما يقلق الأم البالغة من العمر 26 عاما ألا تتمكن من ارضاع مولودتها التي تخشى ان تكون مهددة بسوء التغذية بعد زلزال ضرب البلاد في ابريل نيسان بقوة 7.8 درجة واخر في مايو ايار بقوة 7.3 درجة. وقالت ماهارجان وهي جالسة تحت ألواح الصفيح في مزرعة عند مشارف العاصمة النيبالية كاتمندو "الزلزال دمر كل شيء وكل ما كنا نخزنه من طعام." وأضافت بينما كانت مولودتها تغط في النوم وهي ملفوفة في قطعة من القماش الاخضر "لا يوجد ما يكفينا من طعام. الحصول على طعام صعب في هذا الوضع. أنا قلقة كيف سأغذي طفلتي." تدرك الحكومة أن عواقب الزلزال قد تفاقم من معدل سوء التغذية المرتفع بين أطفال نيبال وحرصت على ارسال فرق من الممرضات لتقديم النصح والمكملات الغذائية للنساء والاطفال في المناطق المتضررة. في عام 2011 نشرت الحكومة دراسة أظهرت ان اكثر من 40 في المئة من أطفال نيبال تحت سن الخامسة يعانون من نقص النمو وقصر القامة مما يؤكد ان معدلات سوء التغذية بين أطفال نيبال هي من بين الأعلى في العالم. ويقول خبراء إن الاوضاع قد تسوء أكثر بعد الزلزالين اللذين قتلا 8895 شخصا ودمرا نصف مليون منزل لان الناجين لا يحصلون على الطعام المناسب والمياه والمأوى والرعاية الصحية والصرف الصحي. وحذر مسؤولو الامم المتحدة من أن معدل نقص النمو بين أطفال الدولة الواقعة في جنوب اسيا يمكن ان يعود الى معدلات عام 2001 حين بلغ 57 في المئة اذا لم تتعامل الحكومة ووكالات الاغاثة بهمة مع هذه المشكلة. وقال ستانلي تشيتكوي رئيس ادارة التغذية التابعة لمنظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في نيبال "خطر سوء التغذية كبير ويتطلب ان يتعامل قطاع التغذية وقطاعات أخرى مثل الزراعة والصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم والحماية الاجتماعية بشكل مناسب" مع المشكلة. سوء التغذية هو السبب وراء موت ثلاثة ملايين طفل سنويا في أنحاء العالم أي تقريبا نصف أعداد الوفيات بين الاطفال وغالبيتهم يموتون من أمراض يمكن الوقاية منها مثل الاسهال بسبب ضعف النظام المناعي. ومن يحالفهم الحظ ويعيشون يكبرون وهم يعانون من نقص الطاقة والبروتين والفيتامينات والمعادن وهو ما يصيب أمخاخهم وأجسادهم بالوهن فلا يستطيعون تحقيق ما يصبون اليه. ويقر مسؤولو حكومة كاتمندو بالتحديات بعد ان أظهرت البيانات ان نحو 70 في المئة من أطفال نيبال تحت سن عامين يعانون من فقر الدم بسبب نقص الحديد.